طارق ذياب لم يُجامل المغرب… بل سمّى التحول باسمه

طارق ذياب وملعب الرباط آراء طارق ذياب وملعب الرباط

ليست كل الإشادات متشابهة، وبعضها لا يُقرأ من زاوية ما قيل، بل من زاوية لماذا قيل وفي أي سياق. تصريح طارق ذياب حول تنظيم كأس إفريقيا 2025 بالمغرب ينتمي بوضوح إلى هذا الصنف. فحين يتحدث اسم كروي إفريقي وازن، عاش المسابقة لاعبًا وراقبها لاحقًا محللًا، ويؤكد أن ما يقدمه المغرب غير مسبوق، فالأمر يتجاوز المجاملة الإعلامية إلى تشخيص مرحلة جديدة.

اللافت في حديث ذياب أنه لم ينطلق من الانبهار، بل من المقارنة. مقارنة بين نسخ كانت تُدار بمنطق “تدبير الممكن”، ونسخة تُدار اليوم بمنطق التخطيط المسبق والتحكم في التفاصيل. هذا الفارق هو جوهر الإشادة، وهو ما يمنحها وزنها الحقيقي.

الحديث عن ملاعب حديثة وبنية تحتية متطورة قد يبدو مألوفًا في الظاهر، لكنه في السياق الإفريقي يحمل معنى أعمق. فالمغرب لم يستثمر في الشكل فقط، بل في القدرة على الإدارة تحت الضغط. كثير من الدول امتلكت ملاعب جميلة، لكنها افتقدت التنظيم حين امتلأت المدرجات وارتفعت درجة الحرارة وتعاظمت التوقعات.

هنا تبرز أهمية الإشارة إلى الظروف المناخية الصعبة. في تاريخ كأس إفريقيا، كثيرًا ما تحولت الحرارة أو الأمطار أو الرطوبة إلى شماعة تُعلّق عليها الاختلالات. في التجربة المغربية، حدث العكس تمامًا: المناخ لم يكشف الهشاشة، بل أكد الجاهزية. وهذا لا يتحقق إلا حين يكون التحضير مؤسساتيًا لا مناسباتيًا.

ما قاله طارق ذياب يعكس، في العمق، تحولًا في موقع المغرب داخل المنظومة الكروية الإفريقية. لم يعد بلدًا يُشكر لأنه “نجح في التنظيم”، بل نموذجًا يُقاس عليه. وهذا التحول يحرج أكثر مما يريح، لأنه يرفع السقف أمام الجميع، ويجعل العودة إلى الارتجال أمرًا مكلفًا.

في النهاية، إشادة طارق ذياب ليست خبرًا يُستهلك وينتهي، بل مؤشرًا على مسار واضح: المغرب لم يعد يكتفي باحتضان البطولات، بل يقود مفهوم تنظيمها. فرقٌ كبير بين أن تستضيف حدثًا، وأن تعيد تعريف معاييره.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً