طقس المغرب تحت تأثير منخفض علوي “إيميليا”: ماذا يحدث هذه الأيام؟

طقس المغرب طقس وبيئة طقس المغرب

يشهد المغرب خلال هذه الأيام حالة جوية غير مستقرة، تتجلى في توالي الأمطار، الزخات الرعدية، والانخفاض الواضح في درجات الحرارة. هذه الوضعية ليست ظرفية أو عشوائية، بل تعود إلى تأثر البلاد بمنخفض جوي علوي من نوع “Cut-off”، أطلقت عليه مصالح الأرصاد الجوية اسم “إيميليا”، ويتمركز حاليًا فوق شمال المغرب.

ما هو المنخفض العلوي ولماذا يؤثر بقوة؟

المنخفضات العلوية من هذا النوع تنفصل عن التيار النفاث وتتميز ببطء حركتها، ما يجعل تأثيرها يدوم لعدة أيام. في حالة “إيميليا”، يصاحب هذا المنخفض هواء بارد في الطبقات العليا، بينما يهيمن جنوبًا مرتفع شبه مداري يجلب كتلًا هوائية دافئة، وهو ما يخلق تباينًا حراريًا حادًا فوق المغرب.

هذا التباين يسمح بتدفق كتل هوائية رطبة قادمة من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وعند التقاء هذه الرطوبة بالبرودة العلوية، تتشكل سحب غير مستقرة مسؤولة عن الأمطار الرعدية والزخات القوية.

أين تتركز الأمطار ولماذا تختلف شدتها؟

منذ اليومية الأخيرين، بدأت التساقطات المطرية تهم السهول الشمالية والوسطى، والريف، وسايس، ومرتفعات الأطلس، إضافة إلى الساحل المتوسطي. وتتميز هذه الأمطار بعدم انتظامها الزمني، إذ قد تكون غزيرة في فترة قصيرة، خاصة خلال الليل، نتيجة الطبيعة الركامية للسحب المرتبطة بالمنخفض العلوي.

كما امتد تأثير هذه التساقطات إلى مناطق سوس، والجهة الشرقية، وشمال غرب الأقاليم الصحراوية، بدرجات متفاوتة من الشدة حسب تمركز السحب النشطة.

جبهة الرادف الرعدية تتقدم بقوة وستزداد شدة عند ملامسة اليابسة

الثلاثاء… ذروة الاضطراب الجوي بالمغرب

يُرتقب أن يبلغ الاضطراب الجوي ذروته غدا الثلاثاء 16 دجنبر الجاري، حيث يُنتظر طقس شديد الاضطراب يتميز بزخات رعدية محلية قوية وغزيرة من حيث الكميات، خصوصًا فوق السهول الأطلسية، والريف، وسايس، ومرتفعات الأطلس وسهولها الغربية المجاورة، إلى جانب الساحل المتوسطي والجهة الشرقية.

خلال هذه المرحلة، يُتوقع أيضًا نشاط ملحوظ للرياح، قد تهب قوية أحيانًا، خاصة بالواجهة المتوسطية، والسواحل الشمالية والوسطى، والأطلس، والجهة الشرقية، وحتى بعض مناطق الأقاليم الجنوبية.

توقعات الثلاثاء/ المصدر: windy

لماذا انخفضت درجات الحرارة وتساقطت الثلوج؟

تواجد الكتلة الهوائية الباردة في الطبقات العليا ساهم في انخفاض ملموس في درجات الحرارة، خاصة بالمرتفعات، والجنوب الشرقي، والهضاب العليا. هذا الانخفاض يسمح بتساقطات ثلجية على مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط والريف، قد تكون كثيفة محليًا، مع احتمال تشكل الصقيع أو الجليد خلال الليل وبداية الصباح.

متى يبدأ التحسن في الحالة الجوية؟

يستمر تأثير المنخفض العلوي خلال يوم الأربعاء، مع انتقال تمركزه تدريجيًا نحو الشرق، ما يُبقي على طقس غير مستقر في عدد من المناطق، خاصة شمال البلاد وشرقها. ابتداءً من يوم الخميس، يُنتظر تحسن تدريجي في الحالة الجوية، مع بقاء بعض التساقطات المتفرقة، قبل أن يسود طقس أكثر استقرارًا نسبيًا في نهاية الفترة.

كيف يتعامل المواطن مع هذه الوضعية الجوية؟

في ظل هذه التقلبات، يُنصح بتفادي التنقل غير الضروري خلال فترات الأمطار الغزيرة، خاصة بالمناطق المعروفة بتجمع المياه.

كما يُستحسن توخي الحذر أثناء السياقة، خصوصًا في الطرق الجبلية التي قد تعرف تساقطات ثلجية أو تشكل الجليد.

ويُفضل متابعة النشرات الجوية الرسمية بشكل منتظم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المنازل من تسرب المياه كما حدث بمدينة آسفي، إضافة إلى الحرص على ارتداء ملابس دافئة، خاصة خلال الليل وفي المناطق الباردة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً