عاش المغرب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على إيقاع زخات مطرية أعادت الروح للأرض والآمال للفلاحين، حيث شهدت عدة جهات بالمملكة تساقطات غزيرة وجرياناً للأودية وحدوث سيول حضرية محدودة ببعض الأحياء، نتيجة تأثر بلادنا بمنخفض جوي أطلسي فعال، مدعوم باضطرابات في طبقات الجو العليا، وهو ما يعكس تغيراً جذرياً في “المزاج الجوي” الذي سيطر على سماء المغرب لسنوات.
طنجة في الصدارة.. حصيلة أمطار الخير
لم تكن هذه التساقطات مجرد قطرات عابرة، بل سجلت أرقاماً تبعث على التفاؤل؛ إذ تربعت مدينة طنجة على عرش المقاييس بـ 52 ملم، تلتها آسفي بـ 36 ملم، ثم خريبكة والصويرة بـ 34 ملم. كما لم تبخل السماء على العرائش وشفشاون اللتين سجلتا ما يفوق 30 ملم، بينما استقبلت الدار البيضاء وسطات حوالي 27 ملم، وصولاً إلى مناطق سوس وأكادير التي سجلت مقاييس تراوحت بين 23 و26 ملم، مما يعزز حقينة السدود والفرشة المائية التي أنهكها الإجهاد المائي.
ماذا ينتظرنا في الأيام القادمة بالمغرب؟
وبالنظر إلى التوقعات قصيرة المدى، فمن المرتقب أن تستمر هذه الاضطرابات اليوم الأحد على شكل زخات متفرقة تهم الشمال الغربي، منطقة سايس، وهضاب الفوسفاط، مع احتمال تساقطات ثلجية تزين قمم الأطلس والريف. ورغم أن يوم الاثنين سيشهد انفراجات واسعة وتحسناً تدريجياً، إلا أن هذا الاستقرار سيكون “مؤقتاً” فقط، وهو ما يجعلنا نتحدث عن “هدوء ما قبل العاصفة المطرية”.
4 يناير موعد مع “منخفض عميق”
المعطيات الأكثر إثارة هي ما تشير إليه النماذج العددية لنهاية الأسبوع المقبل؛ فابتداءً من يوم السبت وتحديداً في 4 يناير، يرتقب وصول اضطراب أطلسي “جد مهم” نحو سواحلنا الأطلسية. هذا المنخفض يتميز بمركز ضغط منخفض جداً، مما يعني أمطاراً غزيرة ورياحاً قوية ستهم المناطق الشمالية والوسطى، وهو ما قد يشكل “نقطة التحول” الحقيقية في الموسم المطري الحالي.

وداعاً للمرتفع الآزوري.. هل بدأ الفرج؟
القراءة التحليلية لهذا الموسم تؤكد أننا أمام وضعية مغايرة تماماً للسنوات العجاف السابقة. فبعدما كان “المرتفع الآزوري” يقف كحائط صد يوجه الأمطار نحو أوروبا، نلاحظ اليوم تراجعه وانزياحه شمالاً، مما فتح “ممراً آمناً” للمنخفضات الأطلسية الرطبة لتصل إلى قلب المغرب. هذا التغيير الديناميكي، ونحن لا نزال في بدايات “الليالي”، يعد مؤشراً إيجابياً جداً لموسم فلاحي واعد ولتغذية الفرشة المائية التي طال انتظارها.
إن توالي هذه المنخفضات ليس مجرد تقلبات جوية، بل هي رسالة طمأنة للفرشة المائية وللسدود المغربية، في انتظار أن تكتمل اللوحة الجوية الجميلة مع مطلع الأسبوع القادم، ليكون 2026 عام خير وبركة على كل المغاربة.
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)