غليان داخل مخيمات تندوف وارتباك كبير داخل قيادة البوليساريو

مخيمات تندوف DR مختارات مخيمات تندوف DR

غليان في تندوف: اعتقالات للراغبين بالعودة للمغرب تثير غضباً وتوتراً. البوليساريو في ارتباك بين التصعيد والتهدئة، مع تزايد الأصوات المطالبة بالعودة. المقال يرى أن هذا يعكس تآكل شرعية الجبهة وفشل آلياتها، مقابل تقدم المغرب في الأقاليم الجنوبية، مما قد يعيد رسم المشهد الداخلي للجبهة الانفصالية.

تتسارع الأحداث داخل مخيمات تندوف بشكل لافت، بعدما تفجرت موجة غضب عارمة بين السكان إثر حملة اعتقالات وصفت بـ”الشرسة” نفذتها ميليشيات البوليساريو ضد عدد من الصحراويين الراغبين في العودة إلى المغرب. معطيات متطابقة تشير إلى أن الوضع الداخلي يتجه نحو مزيد من التوتر، في ظل ارتباك واضح داخل قيادة الجبهة بين دعاة التصعيد ومؤيدي التهدئة.

حملة اعتقالات ليلية تزيد الاحتقان

تفيد مصادر من داخل المخيمات بأن ميليشيات البوليساريو نفّذت مداهمات ليلية استهدفت منازل صحراويين عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى الوطن الأم.

وتحدثت المصادر عن احتجاز قسري وسط أجواء يسودها الخوف والترهيب، ما خلف حالة استياء واسعة وعمّق الشعور بالظلم لدى الساكنة.

وتشير الشهادات المتداولة إلى تعرض المعتقلين لسوء المعاملة ومحاولات لإخضاعهم بالقوة، وهو ما يُنذر بتطورات غير محسوبة داخل المخيمات.

غليان اجتماعي واحتمال انفجار وشيك

التحركات القمعية الأخيرة ساهمت في رفع منسوب الاحتقان، حيث يرى العديد من الصحراويين أن ما يجري يدخل في إطار “قمع ممنهج لإسكات الأصوات الحرة”.

هذا الوضع خلق حالة غليان غير مسبوقة، تزداد خطورتها مع تداول شهادات تؤكد ممارسة التعذيب والإكراه لإجبار المحتجزين على التزام الصمت.

مصادر محلية تحذر من أن مخيمات تندوف قد تكون على أبواب انفجار اجتماعي إذا استمرت القيادة في نهج التصعيد بدل الحوار.

ارتباك داخل قيادة البوليساريو

تعيش قيادة البوليساريو حالة تخبط واضحة، تتجلى في تناقض المواقف بين جناح يلوّح بخيار الحرب، وآخر يدعو إلى العودة لوقف إطلاق النار.

وبين خطاب الصمود الذي يروج له البعض، ورفع “الراية البيضاء” الذي يلوّح به آخرون، تبدو الجبهة غارقة في أزمة قرار عميقة أكثر مما تبدو في موقع صناعة خيارات سياسية.

هذا الارتباك يعكس، وفق مراقبين، فقدان التنظيم لبوصلته، خصوصاً مع تزايد الأصوات المطالبة بالعودة إلى المغرب واقتناع جزء كبير من السكان بانسداد الأفق داخل المخيمات.

ما الذي تعنيه هذه التطورات؟

بالنظر إلى السياق الإقليمي، تبدو هذه الاضطرابات مرتبطة بتقدم المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تترسخ دولياً كحل وحيد واقعي للنزاع. ولعل القرار الأخير لمجلس الأمن تحت رقم 2797 كان الضربة القاضية اتجاه البوليساريو.

كما أن تزايد رغبة الصحراويين في العودة إلى المغرب يشكل مؤشراً واضحاً على تآكل شرعية قيادة البوليساريو التي باتت تواجه تحدياً مباشراً من داخل المخيمات نفسها.

و تكشف التطورات الأخيرة عن فشل آليات التحكم التقليدية التي اعتمدتها الجبهة لعقود، مقابل نجاح المغرب في تعزيز التنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية، ما جعل المقارنة بين الواقعين أكثر وضوحاً وأكثر إقناعاً لسكان المخيمات.

الأوضاع داخل مخيمات تندوف تتجه نحو مرحلة حساسة، قد تعيد رسم ملامح المشهد الداخلي للجبهة الانفصالية. ومع توسع دائرة الرافضين لسيطرة البوليساريو، تبدو القيادات غارقة في ارتباك يعكس هشاشة المشروع الانفصالي أمام التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً