وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة صريحة للجزائر في تقريره حول الصحراء المغربية، يدعوها للانخراط بجدية في إيجاد حل سياسي. أكد على دور الجزائر الأساسي في الحل، وأشاد بمبادرة المغرب للحوار، مجدداً التزامه بحل توافقي. التقرير يسلط الضوء على جهود الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية، ويشير إلى أن الكرة الآن في الملعب الجزائري لتحمل مسؤوليتها التاريخية.
وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة واضحة وصريحة إلى الجزائر في تقريره الأخير المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية، داعيًا إياها إلى الانخراط بجدية ومسؤولية في المسار السياسي الرامي إلى إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي. تقرير غوتيريش جاء ليؤكد، مرة أخرى، وجاهة المقاربة المغربية القائمة على الحوار والواقعية، مقابل استمرار الجمود من الجانب الجزائري.
غوتيريش: الجزائر طرف أساسي في الحل وليس مراقبًا
أكد غوتيريش في تقريره أن دول الجوار، وفي مقدمتها الجزائر، تتحمل دورًا حاسمًا في التوصل إلى حل سياسي دائم للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأضاف أن هذا الانخراط لن يخدم فقط العملية السياسية، بل سيساهم أيضًا في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية الإقليمية في منطقة المغرب العربي، التي تعاني منذ عقود من تداعيات هذا الجمود السياسي.
ورغم “إعلانات النوايا” التي تصدر من حين لآخر، أشار الأمين العام إلى أنه لم يتم تسجيل أي تحسن ملموس في العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، داعيًا الطرفين إلى تجاوز الخلافات وإعادة بناء الثقة لما فيه مصلحة شعوب المنطقة.
إشادة بمبادرة المغرب للحوار الصادق
أشاد التقرير الأممي بالإشارات الإيجابية التي أرسلها المغرب في الأشهر الأخيرة، خصوصًا خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2025، الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس إلى “حوار صريح ومسؤول، أخوي وصادق” مع الجزائر.
ويأتي هذا التأكيد الملكي امتدادًا للنهج الثابت للمغرب في الدعوة إلى تسوية سلمية قائمة على الواقعية وروح الأخوة المغاربية، في مقابل استمرار الجزائر في نهج القطيعة الدبلوماسية ورفض أي تفاعل بناء.
المغرب يجدد التزامه بحل توافقي
ذكر أنطونيو غوتيريش أن المغرب أكد للمبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، استعداده لاستئناف المفاوضات ضمن إطار يضم جميع الأطراف المعنية، بما فيها الجزائر، من أجل التوصل إلى “حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم”.
كما أبرز التقرير رغبة جلالة الملك في إيجاد “حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه الجميع”، في إشارة واضحة إلى أن المغرب يتعامل مع الملف بمنطق المسؤولية والحرص على السلم الإقليمي.
الأمم المتحدة تكثف جهودها لإحياء العملية السياسية
تأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه الأمم المتحدة مساعيها لإعادة إطلاق العملية السياسية، بعد سنوات من الجمود، خصوصًا مع اقتراب مرور نصف قرن على بداية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويبدو أن المنتظم الدولي بات يعي أكثر من أي وقت مضى أن استمرار هذا النزاع لم يعد يخدم الاستقرار في المنطقة، بل يعرقل مسار التكامل المغاربي والتنمية المشتركة.
بهذا التقرير، يوجه الأمين العام للأمم المتحدة إشارة سياسية قوية إلى الجزائر بأن الوقت قد حان لتتحمل مسؤوليتها التاريخية في إنهاء هذا النزاع المفتعل. وبينما يواصل المغرب نهجه القائم على الانفتاح والحوار، فإن الكرة اليوم في الملعب الجزائري، لتثبت إن كانت حقًا مستعدة للمساهمة في بناء مغرب عربي آمن ومزدهر.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)