أعلن الناخب الوطني وليد الركراكي عن اللائحة النهائية للمنتخب المغربي المشاركة في كأس إفريقيا 2025، لكن الإعلان لم يمرّ مرور الكرام. فبين من يعتبر اللائحة استمرارًا للنهج نفسه دون مفاجآت، ومن يرى أنها اختيارات غير منطقية ولا تعكس واقع أداء اللاعبين، انفجر نقاش واسع بين الجمهور والخبراء.
في هذا المقال، نقدم قراءة رأي موضوعية ومحللة للجدل الذي رافق لائحة الركراكي، بما فيها ملاحظات الجماهير، والفرضيات المحيطة بمعايير الاختيار.
أولاً: لائحة دون مفاجآت… لكن دون جدّة أيضاً
لا معما، لا زابيري، لا باعوف، ولا عمر هلالي. أسماء تألقت هذا الموسم في أوروبا، وكان الكثير ينتظر رؤيتها ضمن اللائحة، لكن الركراكي أبقى الباب مغلقًا واختار نهج الاستمرارية نفسه.
في المقابل، واصل استدعاء يوسف النصيري وإلياس بنصغير رغم موسمين وُصفا بالكارثيين، وهو ما اعتبره البعض تناقضًا مع خطابه السابق حول معيار “الجاهزية”.
ثانياً: دفاع بين المصابين والمحترفين في الخليج
النقطة الأكثر إثارة للجدل كانت خط الدفاع: نصفه مصاب، والنصف الآخر يمارس في الخليج.
كما أنّ أسماء مثل سايس وبودلال والياميق أثارت انتقادات واسعة بالنظر إلى تراجع مستوياتها، بينما تمّ استبعاد مدافعين شباب يقدمون مستويات قوية في أوروبا.
بالنسبة للبعض، هذه اختيارات “تحافظ على ولاءات قديمة”، أكثر من كونها اختيارات مستندة فعلاً إلى الأداء.
ثالثاً: توقيت إعلان اللائحة… تساؤلات مشروعة
إعلان اللائحة تزامن بطريقة غريبة مع مباراة المنتخب الرديف أمام سوريا، ما جعل كثيرين يرونه قرارًا غير مفهوم من حيث التوقيت، وأقل ما يقال عنه إنه أربك المشهد الإعلامي والمشجعين معاً.
رابعاً: الوسط والهجوم… مزج بين التألق والولاء
في وسط الميدان، نجد أسماء متألقة مثل أمرابط والخنوس وترغالين والعيناوي، لكن التساؤلات الكبرى وُجّهت نحو إلياس بنصغير: لاعب لم يلمس الكرة مع ليفركوزن هذا الموسم، ومع ذلك حاضر أساسيًا.
وفي الهجوم، ورغم وجود دياز ورحيمي والزلزولي، يستمر حضور النصيري خارج أي مؤشر إيجابي في الأشهر الأخيرة.
خامساً: قراءة هادئة لمبررات الركراكي
رغم النقد الكبير، يرى آخرون أن للركراكي عذره. فكأس إفريقيا ليست مجالًا للتجريب، والانسجام بين اللاعبين يحتاج سنوات من العمل، وليس مجرد مباريات.
المدرب، حسب هذا الرأي، فضّل الاستقرار والاعتماد على لاعبين يعرفون بعضهم بعضًا، بدل الزج بوجوه جديدة في منافسة قارية صعبة.
الكرة في النهاية “ميكانيزمات”: خطوط لعب، توازن، انسجام، فهم تلقائي بين اللاعبين… وهي أمور لا تُكتسب بسرعة.
سادساً: تناقضات في الخطاب… وتراجع في الثقة
من جهة أخرى، يتهم منتقدو الركراكي بأنه أصبح “أسيرًا للحب والحنان” تجاه بعض الأسماء، وأن معيار الجاهزية اختفى عمليًا.
ويذهب البعض إلى حد القول إنه “مدرب لا يستفيد من الأخطاء”، وأن هذه الاختيارات قد تهدد مستقبل المنتخب في كأس العالم المقبلة إن لم تتدارك الأمور.
لائحة كأس إفريقيا 2025 كشفت حجم الانقسام في الشارع الكروي المغربي. بين مؤيد يرى أنّ الركراكي يعرف ما يفعل، وناقد يعتبر أن الرؤية أصبحت غير واضحة.
ومهما كانت القراءات، يبقى الأمل واحدًا: أن يقدم المنتخب المغربي نسخة قوية تشرف الجمهور وتعيد الاعتبار لهذا الجيل الذي ينتظر منه الجميع الكثير.
اللائحة أُعلنت، والوقت الآن للمساندة، فالبطولة على الأبواب، والمسؤولية جماعية.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)