بقلم: نجيب الأضادي
بقدر ما ينتظر العالم متعة كرة القدم على الملاعب المغربية، يترقب أيضا نموذج الأمن المغربي الذي سيَبرز كقصة نجاح موازية للعرس القاري. فالمملكة المغربية، التي راكمت خبرة واسعة في حفظ الأمن وإدارة كبريات التظاهرات الدولية، تدخل غمار كأس إفريقيا بصيغة جديدة من الاحتراف الأمني، حيث تتكامل جاهزية المديرية العامة للأمن الوطني، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، القوات العمومية بجميع تشكيلاتها في منظومة واحدة متماسكة عنوانها: الأمان قبل الفرجة.. والاستقرار قبل الصافرة.
بعد تجارب مشرفة في تأمين كأس العالم للأندية، سباقات الفورمولا، كبرى القمم العالمية، واستقبال ملايين السياح سنويًا، تبرز المدرسة الأمنية المغربية كإحدى النماذج القارية الأكثر تطورًا، بما تمتاز به من احتراف في الميدان، خبرة بشرية، بنية تدريبية متقدمة، وبروتوكولات دقيقة في إدارة الحشود والتدخل السريع. هذه التجارب راكمت ثقة دولية جعلت المغرب وجهة قادرة على استقبال الأحداث الكبرى بأمان رفيع المستوى.
وفي مدن البطولة، تنتشر كاميرات المراقبة عالية الدقة، أنظمة الذكاء الاصطناعي، تقنيات التعرف على الوجوه، وسيارات مجهّزة بأحدث آليات الرصد والتحليل، فيما تسهر فرق متخصصة ووحدات تدخل سريع على تأمين الملاعب، فضاءات المشجعين، الفنادق والمراكز الحيوية. كما تعزز الدرونات الأمنية المجال الجوي للمراقبة الوقائية، وتتولى وحدات المرور تنظيم حركة السير لتأمين انسيابية تنقل الجماهير.
الأمن في المغرب لا يقوم على رد الفعل، بل على الاستباقية ودرء التهديدات قبل وقوعها، وهو ما يرسخ صورة المغرب كنموذج متقدم في الأمن الوقائي والتنسيق الاستخباراتي.
هذه النسخة من كأس إفريقيا ستكون فرصة أخرى للعالم ليشهد أن المغرب بلد الأمان والاستقرار.. بلد يبتسم لضيوفه بينما تحرسه عيون لا تنام.
- كاتب ومدون مغربي

التعاليق (0)