“لوموند” تختصر مهنيتها.. كل ما يكتب عن المغرب ينتهي هنا!

لوموند وعلم المغرب آراء لوموند وعلم المغرب

بقلم: مصطفى العلمي

صحفية “لوموند” الفرنسية حين تفزع من المغرب، في أقل من 24 ساعة فقدت تنوعها التحريري، واختزلت العالم في عنوان واحد غير مكتوب: المغرب مشكلة!

ثلاث مواد متتالية، ثلاث زوايا سوداء، ورسالة واحدة: دولة قررت أن تكبر خارج السقف المرسوم لها.

التوقيت ليس بريئاً ولا ذكياً… المغرب على مشارف كأس إفريقيا للأمم 2025، يحكم تموقعه الإقليمي، ويراكم أوراق القوة اقتصادياً وأمنياً ودبلوماسياً. وفي كل مرة يتحرك فيها المغرب بثقة، يعود القلق الفرنسي القديم إلى الواجهة: قلق فقدان السيطرة، لا قلق البحث عن الحقيقة.

بدل الحديث عن التنظيم، البنية التحتية، والرهان القاري، اختارت لوموند الهروب إلى الوصفة الجاهزة: احتجاجات جيل Z!
وكأن الرسالة تقول: لا يحق للمغرب أن ينجح أو يحتفل قبل أن يخضع لجلسة تقييم أخلاقي على الطريقة الباريسية.
هذا ليس نقداً، بل تعال مُغلف بلغة حقوقية، يستعمل حصرياً عندما يتعلق الأمر بدول الجنوب.

في مقال ثان، تعترف الجريدة “رغم انزعاجها” بأن المملكة توظف الرياضة كأداة نفوذ ناعم.

لكنها لا ترى في ذلك ذكاء استراتيجياً، بل تهديداً صامتاً: كيف لدولة “غير مركزية” أن تحسن إدارة قوتها دون إذن من المركز؟ هنا يتحول النجاح إلى خطيئة.

أما المقال الثالث، فكان الأكثر فجاجة!!! مأساة الفيضانات تستغل لتسويق خطاب “المغرب بسرعتين”، مع تجاهل السياق المناخي العالمي، ومجهودات الدولة، ومعيار المقارنة الذي يختفي فوراً عندما تغرق مدن أوروبية كبرى.
إنسانية انتقائية، ونقد عند الطلب.

ما فعلته لوموند ليس صحافة استقصاء، بل اصطفافاً سياسياً مقنعاً.

ليست جرأة مهنية، بل ارتباك ذهني أمام واقع جديد: المغرب لم يعد تابعاً، ولم يعد هامشياً، ولم يعد ينتظر تصفيقاً من أحد.

المفارقة أن لوموند تكتب وكأن الزمن لم يتحرك، بينما المملكة يتحرك بسرعة.

والمشكلة الحقيقية ليست أن المملكة تتغير…بل أن بعض العيون ما زالت ترفض تعديل زاوية النظر.

  • إعلامي مغربي

التعاليق (0)

اترك تعليقاً