✍️ مقال تحليلي – موقع “أنا الخبر”
بينما كانت بعض الجهات الخارجية تترقب لحظة انفلات أو اضطراب في المغرب على خلفية احتجاجات “جيل Z”، أظهر المغاربة مرة أخرى نضجًا سياسيًا واجتماعيًا لافتًا، مكّن البلاد من تجاوز مرحلة دقيقة دون انزلاق نحو الفوضى أو العنف.
فمنذ بداية التحركات الشبابية الأخيرة، حاولت بعض المنابر الأجنبية توجيه قراءتها للأحداث بطريقة تُضخّم الغضب وتُقلل من قدرة المؤسسات والمجتمع المغربي على احتوائه. غير أن الواقع على الأرض كان مختلفًا تمامًا، إذ التزمت أغلب الاحتجاجات بالسلمية، وعبّرت عن مطالب اجتماعية مشروعة بأسلوب حضاري، في مشهد يعكس وعي جيل جديد يؤمن بالتغيير في إطار الاستقرار.
🔍 وعي جماعي وتحصين داخلي
اللافت في المشهد المغربي هو سرعة تجاوب الدولة مع نبض الشارع، سواء عبر رسائل التهدئة الرسمية أو عبر النقاش العمومي المفتوح حول قضايا التعليم والبطالة والعدالة الاجتماعية. هذا التفاعل عزّز الثقة بين المؤسسات والمواطنين، وأفشل الرهانات التي كانت تراهن على التصعيد أو الانقسام.
كما أن حضور الوعي الوطني في الخطاب الشعبي والإعلامي لعب دورًا أساسيًا في تحصين الجبهة الداخلية، حيث رفض المغاربة بشكل واسع أي محاولات خارجية لركوب الموجة أو تشويه صورة بلادهم.
🧠 جيل Z المغربي.. نقدٌ لا قطيعة
جيل الشباب المغربي اليوم لا يشبه الأجيال السابقة في أدواته ولا في لغته، لكنه يُعبّر عن انتماء وطني أصيل، ويطالب بإصلاحات ملموسة دون المسّ بثوابت الدولة. وهذه النضجية هي التي أربكت المراهنين على تكرار سيناريوهات الفوضى في المنطقة.
🔚 الخلاصة
مرة أخرى، برهن المغرب على أنه بلد استثنائي في قدرته على إدارة التوترات الاجتماعية بذكاء جماعي. فوعي الشباب، وحكمة الدولة، وتماسك المجتمع، شكّلوا معًا جدارًا صلبًا أمام كل من راهن على الفوضى.
التعاليق (0)