لم تعد المنتخبات المغربية تشارك في البطولات لمجرد التجربة أو التحضير للمستقبل، بل لكسب الألقاب وتحقيق الانتصارات. من فئة U17 إلى المنتخب الأول، أصبحت عقلية الفوز هي المعيار، والاستراتيجية واضحة من الجامعة الملكية: اختيار أفضل اللاعبين والاعتماد على التطوير الذي توفره الأندية، لتصبح المنتخبات منصة للنجاح والتميز على جميع الأصعدة.
بطولات مثل كأس العرب أو الشان لم تعد مجرد فرص لتجربة اللاعبين، بل أصبحت منصات للمنافسة الحقيقية، ويجب أن يُشارك فيها أفضل اللاعبين المتاحين. هذه هي الوسيلة الوحيدة لتعزيز تنافسيتنا ورفع مستوى الأداء على الصعيد القاري والدولي.
اليوم، أصبحت لدينا عقلية الفائزين: أي بطولة، بداية من فئة U17، يجب أن نسعى للفوز بها، لا فقط لتجهيز اللاعبين للمستقبل. المنتخبات هي مكان النخبة في كل فئة عمرية، ومهمتها الأساسية البحث عن الألقاب. أما التكوين والتطوير، فذلك يتم على مستوى الأندية وليس المنتخبات. هذه الفكرة بدأ رئيس الجامعة، فوزي لقجع، يفهمها أخيرًا، وهي ما يميز سياسة الإدارة الحالية.
المنتخبات لا تُكوَّن من الصفر، بل تستفيد من جهود الأندية في تطوير اللاعبين، ليكونوا جاهزين للمنافسة. أما الاستمرارية والتطور الفردي، فهي مسؤولية اللاعب نفسه وناديه. جديته وإصراره على النجاح مع فريقه هو الضمان الوحيد للعودة مجددًا للمنتخب في فئة عمرية أعلى. وهذا ما يبرز في مثال سفيان أمرابط، الذي أثبت أن التطور الفردي أساس للنجاح مع المنتخب.
حتى مدرب الرديف المغربي، طارق السكتيوي، عندما كان يتأرجح بين فئتي U24 وU25 للتحضير للشان بسبب اختلاف وجهات النظر بين الركراكي ولقجع، قرر أخيرًا اعتماد الأفضل بلا قيود عمرية. سكتيوي كان واضحًا ومباشرًا: إذا أردنا المنافسة الحقيقية والعودة باللقب، فنحن بحاجة إلى ضم أفضل اللاعبين محليًا، بغض النظر عن العمر.
في النهاية، هذه العقلية الجديدة تعكس استراتيجية واضحة: المنتخبات للمنافسة على الألقاب، والأندية للتكوين والتطوير الفردي. فقط بهذه الروح، يمكن للمغرب أن يستمر في بناء جيل قوي قادر على تحقيق الإنجازات الكبيرة على جميع الأصعدة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)