كيف وضعت مالي وليد الركراكي أمام مرآة الحقيقة في كأس أفريقيا 2025؟

وليد الركراكي ومدرب منتخب مالي رياضة وليد الركراكي ومدرب منتخب مالي

لم يكن التعادل أمام مالي مجرد نتيجة تُسجَّل في جدول الترتيب، بل لحظة كاشفة. لحظة وضعت المنتخب المغربي، ومدربه وليد الركراكي، أمام مرآة صريحة لا تُجامل. في عقر الدار، وأمام جمهور ينتظر الحسم والصدارة، فرملت “النسور المالية” اندفاع “الأسود”، وقدّمت درسًا تكتيكيًا يستحق النقاش الهادئ، لا الانفعال.

وصفة سينتفيت… ومرآة الحقيقة

المدرب البلجيكي طوم سينتفيت لم يأتِ ليدافع بكتلة منخفضة ثم يراهن على الصدفة. لعب مالي كرة مفتوحة، نافس في وسط الميدان، وربح معركة الإيقاع والتمركز. بهذه المقاربة، خدم سينتفيت وليد الركراكي بوصفة تكتيكية “تُدرَّس”: اختبار مباشر لفريق يُفترض أنه مرشح، بلا أعذار “البلوك المنخفض”. النتيجة؟ أول منتخب من شمال إفريقيا يتعادل على أرضه في هذا الكان، وإحساس عام بأن التفوق كان شكليًا أكثر منه فعليًا.

هدف جزاء… ثم غياب حلول

سجّل إبراهيم دياز من ركلة جزاء صنعها بنفسه. هدفٌ منح الأسبقية، لكنه لم يفتح المباراة. بعده، غابت الحلول، وبدت الأفكار محدودة أمام خصم منظم. الأسوأ أن ركلة الجزاء التي عاد بها مالي كشفت هشاشة دفاعية لا تُخفى، وأعادت طرح أسئلة حول الاختيارات البشرية والتنظيمية في الخط الخلفي.

عقدة البلجيك… وتاريخ قريب

ليست المرة الأولى التي يتعثر فيها الركراكي أمام مدرب بلجيكي. بعد الإخفاق سابقًا أمام هوغو بروس، ها هي “لعنة البلجيك” تتجدد مع سينتفيت. ليست المسألة جنسية المدرب بقدر ما هي نمط قراءة المباراة والتعامل معها. في الاختبار الحقيقي أو شبه الحقيقي، بدا أن التفوق الذهني والتكتيكي كان في الجهة المقابلة.

تغييرات تُربك بدل أن تُصلح

هنا بيت القصيد. إخراج أوناحي ودياز—وهما الأكثر قدرة على صناعة الحل والخطر—مع الإبقاء على عناصر بدت تائهة، قتل إيقاع اللقاء. كان المنطقي تعزيز الوسط الهجومي، لا إفراغه. الصيباري غائب، أمرابط خارج الإيقاع، ومع ذلك استمرّا. حتى في الدفاع، تطرح الأسئلة نفسها: هل سايس الذي أصيب في المباراة الماضية أفضل اليوم من بوفتيني؟ وهل الياميق يتقدم عليه؟ وأين ماسينا؟ أين أخوماش الذي يمنح حلولًا في الرواق؟.

عشوائية اختيارات الركراكي… وتبرير لا يقنع

من الزلزولي الذي كان رسميًا في الإقصائيات وأصبح احتياطيًا في الكان، إلى مهاجم يدخل فيسجل فيصبح أساسيًا، ثم يُقصى في المباراة التالية إن صام—تبدو المعايير متقلبة. تبرير ذلك أمام الإعلام لا يبدد الانطباع: تفلسف في اللائحة، وفي التشكيل، وفي التغييرات، حتى صار الفريق مكشوفًا تكتيكيًا.

ما الذي يعنيه التعادل؟

مالي عادت بتعادل مستحق من العاصمة الرباط، كما قال مدربها. المغرب لم يحسم التأهل ولا الصدارة، والأهم أنه لم يُقنع. هذا الحديث ليس تشويشًا ولا تصفية حسابات؛ هو جرس إنذار دُقّ في حينه. الانتصارات السابقة جاءت أمام خصوم غير مصنفين وداخل الميدان، واليوم واجهنا منتخبًا منظمًا فكشف العيوب.

الكان لا يرحم. الوقت ثمين، والتجريب المكلف يُدفع ثمنه سريعًا. إما مراجعة شجاعة للنهج والاختيارات، أو الاستمرار في إضاعة الوقت على أمل أن تُنقذنا الموهبة الفردية. المرآة وُضعت أمامنا… فهل نملك الجرأة لننظر؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً