معسكر مغلق وإصابات مقلقة.. كيف يدبّر الركراكي أخطر مرحلة قبل كان 2025؟

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

قبل أيام قليلة من انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، يعيش المنتخب المغربي مرحلة دقيقة تختلط فيها الطموحات الكبيرة بمخاوف حقيقية، سببها معطيات داخلية تؤكد دخول عدد من الركائز الأساسية المعسكر الإعدادي وهم يعانون من إصابات متفاوتة. وضعٌ دفع وليد الركراكي إلى اتخاذ قرارات صارمة، في محاولة للتحكم في التفاصيل الصغيرة التي قد تصنع الفارق في بطولة لا ترحم الأخطاء.

خمسة لاعبين في سباق مع الزمن

حسب مصدر مطلع داخل المنتخب المغربي، فإن خمسة لاعبين سيبدؤون التحضيرات النهائية وهم غير جاهزين بدنيًا بشكل كامل، من بينهم ثلاثة مرشحون بقوة للتواجد في التشكيلة الأساسية. الأمر يتعلق بكل من أشرف حكيمي، نور الدين أمرابط، نايف أكرد، إلياس بن صغير، إلى جانب حمزة إكمان.

وتتفاوت طبيعة هذه الإصابات بين إجهادات عضلية وإصابات تتطلب تدبيرًا خاصًا في العودة، ما يفرض على الطاقم التقني والطبي الحذر الشديد، خاصة أن التجارب السابقة أظهرت أن أي استعجال قد يكلف المنتخب غاليًا في الأدوار الحاسمة.

الركراكي يختار الانضباط الصارم

في خضم هذه التحديات، اختار وليد الركراكي اعتماد نهج الانضباط الصارم خلال المرحلة الأخيرة من الاستعدادات، عبر إغلاق الحصص التدريبية أمام العموم قبل أسبوع واحد من ضربة البداية القارية.

وبالتوازي مع هذا القرار، باشرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراءات تنظيمية مشددة داخل مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، حيث تم حصر الولوج إلى الأطر التقنية والإدارية فقط، في خطوة تهدف إلى توفير أجواء هادئة ومعزولة تسمح بالتركيز الكامل على الجوانب البدنية والفنية، بعيدًا عن أي ضغط خارجي.

هذا التوجه يعكس قناعة الطاقم التقني بأن النجاح في بطولة مجمعة لا يرتبط فقط بالاختيارات التكتيكية، بل كذلك بالتحكم في المحيط العام للمجموعة.

الجماهير تتوجس من تكرار أخطاء الماضي

رغم هذه الإجراءات، لم تُخفِ الجماهير المغربية قلقها، حيث عبّر عدد من المتابعين عن تخوفهم من تكرار سيناريوهات سابقة، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على لاعبين مصابين منذ البداية. وجاءت بعض ردود الفعل معبّرة بوضوح، حيث قال أحد المتابعين “كاين أمرابط وحكيمي وبن صغير وإكمان، وكلهم قابلين للتعويض فبداية البطولة.” قبل أن يضيف معلق آخر “نفس أخطاء الكان الفايتة، لاعبين مصابين كيلعبو جوج ماتشات وكيخليوك فالماتش الإقصائي.. علاش معيط ليهم؟ واش ما تعلمش الدرس من كأس العالم وكأس إفريقيا لي فاتو؟.. أول مرة فحياتي نشوف مدرب ما كيتعلمش من الأخطاء السابقة، تدخل مسابقة مجمعة بلاعبين مصابين.. قلوب الدفاع عندنا زجاجيين: أكرد، ماسينا، وسايس، والله ما كيكمّلو حتى ثلاثة المباريات.”

هذه الآراء، وإن بدت قاسية في بعض جوانبها، تعكس حجم الانتظارات المعلقة على هذه النسخة القارية، خاصة وأنها تُقام فوق أرض الوطن.

اختبار مبكر أمام جزر القمر

وسيكون “أسود الأطلس” على موعد مع أول اختبار رسمي يوم الأحد المقبل 21 دجنبر الجاري، حين يواجهون منتخب جزر القمر، انطلاقًا من الساعة الثامنة مساءً، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. مباراة الافتتاح ستشكل مؤشرًا أوليًا على اختيارات الركراكي، سواء من حيث الجاهزية البدنية أو طريقة تدبير ملف المصابين.

وبين إصابات تفرض الحذر، وإجراءات انضباطية تهدف إلى حماية المجموعة، يجد وليد الركراكي نفسه أمام واحد من أصعب التحديات في مسيرته مع المنتخب الوطني. النجاح في كان 2025 لن يكون رهين الأسماء فقط، بل بمدى القدرة على تفادي أخطاء الماضي، والتوفيق بين طموح الجماهير وواقع الجاهزية البدنية. الأيام المقبلة وحدها ستكشف إن كان هذا النهج الصارم كافيًا لقيادة “الأسود” نحو المسار الصحيح.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً