لماذا قرر باريس سان جيرمان إراحة أشرف حكيمي؟ بين الأداء الخارق والخطر الصامت للإرهاق

أشرف حكيمي رياضة أشرف حكيمي

قرر باريس سان جيرمان إراحة أشرف حكيمي بعد 80 مباراة في عام لتجنب الإرهاق. المدرب لويس إنريكي يهدف لاستدامة عطاء اللاعب قبل مباريات حاسمة. الراحة مهمة للمغرب أيضًا، استعدادًا لكأس إفريقيا 2025. القرار يعكس إدارة ذكية للجهد، ووعيًا بالاستمرارية في كرة القدم الحديثة.

في كرة القدم الحديثة، لم تعد المشكلة في غياب النجوم، بل في كيفية الحفاظ عليهم وسط نسق خانق من المباريات والرحلات والضغوط. هذا ما يعيشه النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي وصل إلى مرحلة استدعت من ناديه باريس سان جيرمان دق ناقوس الراحة قبل أن يتحول الإجهاد إلى خطر.

80 مباراة في عام واحد… رقم يتحدث عن نفسه

منذ يونيو 2024، خاض حكيمي ما يقارب 80 مباراة متواصلة بين باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي — رقم هائل يعكس قوة تحمله وتفانيه، لكنه أيضًا يثير القلق حول الاستنزاف البدني.

فقط مع النادي الباريسي، شارك في 55 مباراة الموسم الماضي، تنوعت بين الدوري الفرنسي، دوري الأبطال، كأس فرنسا، كأس العالم للأندية، وحتى كأس الأبطال.

ومع بداية الموسم الجديد، أضاف 12 مباراة أخرى في أقل من ثلاثة أشهر.

أما على الصعيد الدولي، فقد كان دائم الحضور مع أسود الأطلس في تصفيات كأس إفريقيا 2025 وتصفيات كأس العالم 2026، إضافة إلى المباريات الودية. النتيجة: أكثر من 13 لقاء دولي إضافي خلال عام واحد من اللعب المستمر دون راحة.

قرار لويس إنريكي اتجاه أشرف حكيمي… وقاية قبل أن يكون علاجًا

مباراة بريست الأخيرة، التي تألق فيها أشرف حكيمي بثنائية جميلة، كانت نقطة التحول.

المدرب لويس إنريكي، المعروف بدقته في إدارة الأحمال البدنية، قرر بعد المباراة منح لاعبه راحة إجبارية، تفاديًا لأي إصابة عضلية قبل دخول الفريق مرحلة المباريات الحاسمة.

وجاء في بيان رسمي للنادي:

«بتنسيق بين الإدارة الرياضية والجهاز الفني، تقرر منح أشرف حكيمي فترة راحة، على أن يعود إلى التدريبات الجماعية يوم الخميس المقبل».

وبذلك سيغيب النجم المغربي عن مواجهة لوريا في الدوري الفرنسي، على أن يعود في نهاية أكتوبر بكامل جاهزيته. خطوة وُصفت داخل النادي بأنها “راحة ذكية” هدفها استدامة العطاء، لا الغياب المؤقت.

البعد المغربي: راحة اليوم استعدادٌ لغدٍ قاري كبير

من زاوية مغربية، يحمل قرار باريس سان جيرمان بُعدًا يتجاوز المصلحة الفردية.
فالمنتخب المغربي يستعد لمرحلة حاسمة من التصفيات قبل كأس إفريقيا 2025 التي ستقام بالمغرب، وهي بطولة ينتظرها الجمهور بشغف وتطلعات كبيرة.
الراحة الممنوحة لحكيمي تأتي في توقيت مثالي، إذ تمنحه فرصة لاستعادة توازنه البدني والذهني قبل الدخول في معسكرات المنتخب المقررة أواخر نوفمبر.

مدرب “الأسود” وليد الركراكي كان قد أكد سابقًا على أهمية التنسيق مع الأندية الأوروبية الكبرى لتفادي إصابات النجوم قبيل البطولة القارية، وهو ما يجعل خطوة باريس سان جيرمان نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين النادي والمنتخب.

الرسالة الأعمق: كرة القدم الحديثة لا تُربح بالجهد فقط بل بالإدارة الذكية له

ما قام به إنريكي يعكس تحولًا في عقلية الأندية الكبرى، التي أصبحت ترى أن إدارة الجهد جزء من فن التدريب.
ففي زمن المواسم المكثفة والمباريات المتلاحقة، أصبح الذكاء في الراحة لا في اللعب المستمر.

وأشرف حكيمي، بمسيرته المنتظمة وأدائه المتزن، يثبت أن النجومية ليست فقط في الركض والتمرير، بل أيضًا في معرفة متى تتوقف لتعود أقوى.

التوقف ليس ضعفًا بل وعيًّا بالاستمرارية

راحة أشرف حكيمي ليست استراحة محارب، بل وقفة استراتيجية تهدف إلى تمديد عمر عطائه في أعلى المستويات.
فبين أقدام هذا الظهير المغربي السريع تختبئ مسؤولية مزدوجة: الدفاع عن ألوان باريس سان جيرمان، ورفع راية المغرب عاليًا في كأس إفريقيا المقبلة.
والذكاء الحقيقي في كرة القدم — كما في الحياة — أن تعرف متى تتوقف لتبقى في القمة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً