لماذا يفتح الركراكي والنجوم المغاربة الأبواب للإعلام الأجنبي ويُغلقونها محليًا؟

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

يسلط المقال الضوء على التناقض في تعامل المنتخب المغربي لكرة القدم مع الإعلام. بينما يفتح اللاعبون والمدرب الركراكي أبوابهم للإعلام الأجنبي، يغلقونها أمام الإعلام المحلي، رافضين الكشف عن كواليس المعسكرات والحياة اليومية. ينتقد المقال هذا التوجه، معتبراً إياه نقطة ضعف في المقاربة الإعلامية للجامعة، وتضييعاً لفرص تسويقية. يدعو المقال إلى مراجعة هذه السياسات وتعزيز الشفافية والتواصل مع الجمهور.

أثار النقاش الدائر حول المقاربة الإعلامية والتواصلية للمنتخب الوطني المغربي بقيادة وليد الركراكي، تساؤلات جوهرية بين الجمهور والصحافة على حدٍ سواء، خاصةً بعد الظهور المتزايد لوليد الركراكي ونجوم “أسود الأطلس” في برامج ووثائقيات إعلامية أجنبية. هذه الظاهرة تتناقض بشكل لافت مع الممانعة التي تبديها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وطاقمها الإعلامي تجاه المطالب المتكررة للصحافة المغربية بتقريبها أكثر من أجواء وكواليس المعسكرات والحياة اليومية للاعبين.

التناقض الصارخ: Canal+ مقابل @EnMaroc

المعضلة تبدو واضحة: إذا كان اللاعبون المغاربة والركراكي نفسه لا يجدون أي حرج في تصوير وثائقيات مطولة، أو مشاركة جزء من حياتهم اليومية مع منصات دولية مثل قناة CANAL+ كما حدث مع أشرف حكيمي، فلماذا كان الدفاع المستميت من وليد الركراكي عن طاقم الميديا @EnMaroc (الطاقم الإعلامي الرسمي للمنتخب) عندما طالبت الصحافة والجمهور بتصوير “مجرد كواليس المعسكرات أو جزء بسيط من الحياة اليومية طيلة الأسبوع”؟

لقد جاء رد الركراكي، حينها، ليركز على مبدأ “عدم انتهاك خصوصيات اللاعبين”. وهو مبرر يصبح واهياً عندما نشاهد نفس اللاعبين يظهرون مع أنديتهم الأوروبية في مشاهد تعرضهم في عن قرب، أو أثناء مشاركتهم في “تريندات” ورقص وغناء على شبكات التواصل الاجتماعي. هذا المحتوى، الذي يحقق ملايين المشاهدات والمتابعات لصفحات الأندية، يُقابل بـ “كل شيء ممنوع” داخل المنتخب، في سياسة تواصلية متشددة.

ويبدو أن الأمر يختلف جذريًا عندما تأتي الفكرة والتنفيذ من جهة أجنبية ذات “بريق” عالمي، في حين يُقابل المحتوى المحلي بالتحفظ والرفض.

شكوى الصحافة واللاعبون “يرفضون التصريح”

هذه المقاربة لا تقتصر على رفض تصوير الكواليس، بل تتجاوزه إلى ما بعد المباريات. هناك شكوى متكررة من الصحافة المغربية التي لا تجد التجاوب الكافي من الركراكي عندما يطالبون بلقاءات صحفية معمقة. الأدهى من ذلك، الشكاوى المتعلقة بـ رفض بعض اللاعبين الإدلاء بالتصريحات للإعلام المحلي في “منطقة التصريحات المختلطة” (Mixed Zone) بعد نهاية المباريات. هذه السلوكيات مجتمعة تخلق جدارًا سميكًا بين الجمهور ونجومه، وتُفقد الصحافة المحلية قدرتها على أداء دورها كجسر تواصل. ولعل ما حدث في آخر مباراة للمنتخب المغربي أمام أوغندا لخير دليل، حيث قدم حارس نهضة بركان منير المحمدي التصريح الوحيد للصحافة عقب نهاية المواجهة فيما امتنع الباقي.

إعادة النظر: ضعف الجامعة في المقاربة الإعلامية

هذه الأمور تتطلب مراجعة فورية وجذرية، حيث تُعتبر المقاربة التواصلية والإعلامية والتسويقية للمنتخب نقطة ضعف واضحة داخل الجامعة.

  1. المسؤولية الإدارية: يقع على عاتق السيد مراد متوكل (المكلف بالشؤون الإعلامية) مسؤولية مباشرة في تنظيم وتسهيل العلاقة بين المنتخب والإعلام الوطني، وضمان أن يعمل الطاقم الإعلامي للمنتخب بكفاءة عالية لإنتاج محتوى يرضي الجمهور.
  2. فرص المحتوى الضائعة: إن وجود لاعبين بملايين المتابعات يُعتبر كنزًا تسويقيًا لا يُستغل. لو قامت قناة الجامعة بعملها الاحترافي، لكان من المفترض أن تنفرد بتغطيات خاصة. على سبيل المثال، كان يجب عليها مرافقة لاعب مثل أشرف حكيمي منذ اليوم الأول، وتصوير لقاءات حصرية، وتتبع الاحتفالات الليلية مع العائلات (After Party)، وزيارات اللاعبين الصباحية للمقر، ومن ثم نشر هذا المحتوى فوراً بالتزامن مع الأحداث، لضمان صدارة المشاهدات والتفاعل. لقاءات مع أمهات وإخوة اللاعبين هي محتوى “ذهبي” ضائع.

في الختام، إن نجاح المنتخب الكروي يرافقه نجاح إعلامي لا يقل أهمية. لا يمكن فصل الإنجاز الرياضي عن التسويق الفعال والتواصل المفتوح. على الجامعة أن تعيد النظر في سياساتها، وتدرك أن تقريب الجمهور من كواليس المنتخب ليس “انتهاكًا للخصوصية”، بل هو استثمار في الولاء وبناء للهوية الوطنية التي تُبنى على الشفافية والشراكة بين النجم وجمهوره.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً