أداء باهت أمام البحرين يدق ناقوس الخطر: ما الذي يجب على الركراكي تصحيحه قبل كأس إفريقيا؟

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

فوز المغرب الصعب على البحرين كشف عن أداء باهت ونقص في الفعالية الهجومية والتنظيم. الانتقادات طالت الركراكي، خاصة مع اقتراب كأس إفريقيا 2025. المقال يحث على تصحيح الأخطاء عبر تحسين النجاعة الهجومية، تنويع الحلول، استعادة التوازن بين الخطوط، ورفع الإيقاع البدني والذهني. يجب على الركراكي استغلال الوديات لاختبار العناصر وإعادة بناء الفريق لتحقيق حلم اللقب.

رغم تحقيق المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي فوزًا صعبًا على نظيره البحريني بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، إلا أن المواجهة الودية التي احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط لم تمر مرور الكرام، بل تركت وراءها ردود فعل واسعة وانتقادات للأداء الجماعي والفردي للعناصر الوطنية، في وقت لم يتبق سوى شهرين على انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب.

أداء لا يليق ببطل إفريقيا المنتظر

سيطر المنتخب المغربي على مجريات اللقاء، لكن الفعالية الهجومية غابت بشكل واضح، كما افتقد الفريق إلى التنظيم في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما أشار إليه عدد من المتابعين الذين وصفوا الأداء بـ”الباهت” و”غير المقنع”.
فقد كتب أحد المعلقين على مواقع التواصل:

“أداء باهت من جانب المنتخب الوطني.. هجمات في غالبيتها غير منظمة.. الركراكي لازم يراجع خطته، خصوصًا أمام المنتخبات التي تلعب بدفاع كلي.”

بينما أضاف آخر:

“الفريق الوطني، يا سي الركراكي، ليس على ما يرام على مستوى جميع الخطوط… ومع استمرار نفس النهج، لا تحلموا بكأس إفريقيا للأمم.”

البحرين… اختبار صعب كشف الثغرات

مباراة البحرين كانت محكًا حقيقيًا أمام أسود الأطلس، فقد أظهر المنتخب الخليجي انضباطًا تكتيكيًا عاليًا، وتمكن من إيقاف الهجمات المغربية المتكررة بفضل تنظيمه الدفاعي.

الهدف الوحيد الذي سجله جواد الياميق في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع جاء بعد إصرار فردي، وليس ثمرة عمل جماعي منظم، وهو ما يعكس غياب النجاعة الهجومية التي يُفترض أن تميز فريقًا يطمح للتتويج القاري.

غيابات مؤثرة ونقائص واضحة

كشفت المباراة عن أهمية بعض الركائز الغائبة مثل نايف أكرد، أوناحي، وسفيان أمرابط، الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب من حيث التنظيم الدفاعي وربط الخطوط.

كما طُرحت علامات استفهام حول أداء يوسف النصيري، الذي لم يقدم الإضافة المنتظرة رغم دخوله في الشوط الثاني، إذ اعتبر بعض الجماهير أنه “لا يفيد المنتخب لا من قريب ولا من بعيد”.

ما الذي يجب على الركراكي الانتباه إليه؟

مع اقتراب البطولة القارية التي غاب عنها المغرب عن منصة التتويج منذ عام 1976، يبدو أن الناخب الوطني وليد الركراكي مطالب بإعادة ترتيب الأوراق بسرعة، عبر التركيز على النقاط التالية:

  1. تفعيل النجاعة الهجومية:
    ضرورة تحسين التحركات الجماعية في الثلث الأخير، وتدريب اللاعبين على استغلال الفرص بتركيز أكبر لتفادي التسرع الذي ظهر أمام البحرين.
  2. تنويع الحلول الهجومية:
    اعتماد تنويع في أساليب الاختراق بين العرضيات والاختراقات العمودية، مع تشجيع التسديد من خارج المنطقة لتفكيك الدفاعات المغلقة.
  3. استعادة التوازن بين الخطوط:
    غياب أمرابط وأكرد وأوناحي أظهر هشاشة الربط بين الدفاع والهجوم، وهو ما يستدعي تجهيز بدلاء قادرين على تعويضهم دون تراجع في الأداء.
  4. رفع الإيقاع الذهني والبدني:
    بدا بعض اللاعبين متأثرين بالبطء وقلة التركيز، مما يتطلب عملاً مكثفًا على الجانب الذهني واللياقة العالية استعدادًا للضغط القاري.
  5. اختبار العناصر الاحتياطية بجدية:
    وديّات ما قبل كأس إفريقيا يجب أن تكون فرصة لاكتشاف حلول جديدة، وليس مجرد تثبيت أسماء بعينها، فالتنويع قد يكون مفتاح النجاح.

الطريق إلى اللقب يمر من النقد الذاتي

إن الرهان على التتويج بكأس إفريقيا في المغرب لن يتحقق إلا إذا تعامل الركراكي وطاقمه بجدية مع مؤشرات الضعف الحالية، واعتبر مباراة البحرين جرس إنذار حقيقي قبل مواجهة خصوم أكثر صلابة في البطولة.

فالجماهير المغربية، التي تحلم بتكرار إنجاز 1976، تنتظر من “أسود الأطلس” أداءً يليق بالمستوى الذي أظهره المنتخب في كأس العالم 2022 بقطر، لا مجرد انتصارات ودية باهتة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً