ما هو العدو الأول ل”المنتخب المغربي” قبل مواجهة تنزانيا في ثمن نهائي الكان؟

المنتخب المغربي رياضة المنتخب المغربي

لا يتوقف الحديث في الأوساط الرياضية المغربية عن “الوفرة” النوعية التي يمتلكها المنتخب المغربي حالياً. نحن لا نتحدث فقط عن أسماء تلعب في كبار أوروبا، بل عن تشكيلة قد تكون الأقوى في تاريخ “أسود الأطلس”؛ تشكيلة لا تكتفي بالمنافسة على التاج الأفريقي، بل تملك المقومات الفنية لمناطحة كبار المنتخبات في كأس العالم، بشرط واحد وأساسي: الانسجام.

توليفة العباقرة: حين يلتقي الذكاء بالمهارة

عند النظر إلى الأسماء المطروحة، نجد توازناً مرعباً للخصوم. وجود براهيم دياز ونائل العيناوي معاً يمنح المنتخب “عقلين” داخل الملعب؛ كلاهما يمتاز بعبقرية تقنية وتكتيكية قادرة على فك شفرات أعقد الدفاعات. وإذا أضفنا إليهما عز الدين أوناحي بلمساته الساحرة وصناعته للأهداف، مع وجود أفضل ظهيرين في العالم وحارس بقيمة بونو، نصبح أمام منظومة “خاترة” كروياً، يقود هجومها قناص مثل الكعبي.

ما الذي يهدد المنتخب المغربي قبل موقعة تنزانيا؟

رغم هذا البريق، يجب أن ندرك أن الخصم الحقيقي للمنتخب المغربي في ثمن النهائي ليس هو المنتخب التنزاني بحد ذاته، بل هو “التخبط في البحث عن الهوية”.

إن العدو الأول ل “المنتخب المغربي” اليوم هو إضاعة الوقت الضروري لخلق الانسجام عبر كثرة التغييرات في التشكيلة وعدم وضوح الأفكار التكتيكية. الموهبة وحدها لا تصنع بطلاً إذا غاب “التفاهم الفطري” بين اللاعبين. كما أن تسرب الشك وفقدان الثقة في النفس يمثلان خطراً داهماً؛ لذا يتعين على وليد الركراكي أن يتحمل الضغط كاملاً نيابة عن لاعبيه، ليحميهم من أي اهتزاز ذهني قد يسبق المباريات الإقصائية الحارقة.

التشكيلة المثالية للمنتخب المغربي

المثلث الذهبي

قوة هذا الجيل تكمن في تنوع الأدوار؛ فالعيناوي هو المحرك (Engine) الذي يربط الدفاع بالوسط، وأوناحي هو الرسام (Architect) الذي ينقل الكرة للمناطق الخطرة، بينما براهيم دياز هو القوة الضاربة (Dynamo) التي تخترق العمق. هذا التكامل هو ما سيجعل من المغرب قوة عالمية إذا انصهروا في بوتقة الانسجام.

طريق “الانسجام”: من تنزانيا إلى نيجيريا

مباراة ثمن النهائي أمام تنزانيا هي المحك الحقيقي، ليس من حيث النتيجة فحسب، بل من حيث “المنهج”. لا يحتاج المنتخب للدخول بتهور هجومي كامل قد يضرب التوازن، بل هو بحاجة إلى رؤية متوازنة تبدأ في رسم ملامح الانسجام النهائي.

الفوز بتوازن أمام تنزانيا هو “البروفة” الحقيقية قبل الموقعة الكبرى المرتقبة في ربع النهائي (أمام نيجيريا غالباً). فالمنتخبات الكبيرة لا تنفجر طاقتها من البداية، بل “تكبر” وتكتسب هويتها وقوتها مع توالي المباريات.

خلاصة القول، نحن نملك القطع الموسيقية الأجمل، والكرة الآن في ملعب “المايسترو” لضبط الإيقاع. إذا تحقق الانسجام المنشود، فلن يوقف هذا المنتخب أحد، لا في أفريقيا ولا في غيرها.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً