قبل خوض أول اختبار له في نهائيات كأس أمم أفريقيا المقامة بالمغرب، اختار بول بوت، مدرب المنتخب الأوغندي، أن يبعث برسائل محسوبة خلال الندوة الصحفية التي سبقت مواجهة تونس، رسائل لم تكن موجهة للإعلام فقط، بل للاعبيه ولمنافسيه في المجموعة أيضاً.
بول بوت عبّر في البداية عن فخره الكبير بتواجد منتخب بلاده في هذا العرس القاري، معتبراً أن المشاركة في حد ذاتها محطة مهمة في مسار تطور كرة القدم الأوغندية. هذا الخطاب يعكس تواضعاً واقعياً من مدرب يدرك أن أوغندا ما تزال في طور بناء التجربة القارية، لكنه في الوقت نفسه يرفض التعامل مع الحضور الشكلي أو الاكتفاء بدور ثانوي.
الإشادة التي خص بها المغرب لم تكن عابرة أو بروتوكولية، بل جاءت قوية وواضحة حين أكد أنه شارك في العديد من البطولات، لكن للمغرب وضعاً خاصاً من حيث التنظيم والبنية التحتية. هذا التصريح يحمل أكثر من دلالة، إذ يقرّ أولاً بجودة ظروف المنافسة، ويُسقط في الوقت نفسه أي ذريعة قد تُستعمل لتبرير الإخفاق، كما يهيئ لاعبيه ذهنياً لخوض مباريات في أجواء احترافية تفرض التركيز الكامل داخل المستطيل الأخضر.
وعند حديثه عن مواجهة تونس، اختار مدرب أوغندا لغة متزنة تجمع بين الاحترام والحذر دون استسلام. وصف المباراة بالقوية يعكس وعيه بثقل المنتخب التونسي قارياً، لكنه شدد في المقابل على أن فريقه سيبذل كل ما في وسعه، في إشارة إلى أن أوغندا تدخل اللقاء بعقلية تنافسية، لا بعقلية الدفاع عن النفس فقط.
التركيز على الجاهزية الذهنية والدافع المعنوي كان لافتاً في حديث بول بوت، خاصة عندما أشار إلى أن العالم بأسره سيتابع هذه البطولة. هذا المعطى يكشف أن الطاقم التقني يراهن على الحافز النفسي للاعبين، وعلى رغبتهم في تقديم صورة مشرفة تعكس تطور المنتخب، وربما فتح آفاق جديدة لبعض الأسماء الشابة.
قراءة مجمل تصريحات المدرب توحي بأن أوغندا تعتمد مقاربة هادئة تقوم على خفض سقف التوقعات إعلامياً، مقابل رفع مستوى الالتزام والتركيز داخل المجموعة. هي مقاربة ذكية كثيراً ما تُستعمل في المباريات الافتتاحية، حيث يكون عامل المفاجأة حاضراً، والضغط موجهاً أكثر نحو المنتخبات المرشحة.
في المحصلة، يدخل المنتخب الأوغندي كأس أمم أفريقيا بالمغرب بعقلية متوازنة يقودها مدرب يدرك صعوبة المهمة، لكنه لا يتخلى عن طموح الظهور المشرف. وبين الإشادة بالتنظيم المغربي واحترام المنافس التونسي، تبرز رغبة واضحة في أن تكون هذه المشاركة خطوة حقيقية نحو ترسيخ مكانة أوغندا قارياً.
ويُجرى اللقاء الافتتاحي بين منتخبي تونس وأوغندا غدا الثلاثاء 23 دجنبر 2025، لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا. ومن المنتظر أن تنطلق صافرة البداية في تمام الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت القاهرة، والحادية عشرة ليلاً بتوقيت مكة المكرمة، بينما سيكون الموعد بالنسبة للجماهير المغربية عند الساعة التاسعة مساءً.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)