مدرب إسبانيا يدافع عن لامين يامال: “نتقن صنع النجوم ثم نحطمهم!” وفي التفاصيل، في موقف يعكس قلقًا عميقًا من سلوكيات الإعلام والجمهور الإسباني تجاه اللاعبين الشباب، خرج مدرب منتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي بتصريحات قوية مدافعًا فيها عن الموهبة الصاعدة لامين يامال، محذرًا من ما وصفه بـ”الغريزة المدمرة للذات” التي باتت تسيطر على المشهد الكروي الإسباني.
دي لا فوينتي يرد بقوة على منتقدي يامال
جاءت تصريحات دي لا فوينتي كرد فعل مباشر على الانتقادات التي طالت منتخب “لاروخا” بعد خسارته في نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام البرتغال بركلات الترجيح. وعلى وجه الخصوص، وُجهت سهام النقد نحو لامين يامال، لاعب برشلونة البالغ من العمر 17 عامًا، والذي قدم أداءً هادئًا نسبياً في المباراة، بعدما نجح المدافع البرتغالي نونو مينديش في الحد من خطورته.
وفي هذا السياق، منحت صحيفة “GOAL” مينديش تقييمًا عاليًا بلغ 9/10، معتبرة أن تألقه كان أحد أبرز أسباب تفوق البرتغال.
من القبعة إلى القسوة: عندما تتحول الانتقادات إلى سخرية
لم تتوقف الانتقادات عند الأداء الفني، بل امتدت إلى تفاصيل غير جوهرية، أبرزها انتقاد النجم السابق غوتي ليامال بسبب ظهوره في مؤتمر صحفي مرتديًا قبعته إلى الخلف! هذا النوع من الانتقادات اعتبره دي لا فوينتي مؤشرًا على ثقافة ضارة باتت تُميز الإعلام والجمهور في بلاده.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو:
“لامين يامال؟ في إسبانيا لدينا نزعة لتدمير أنفسنا. نرفع الأشخاص إلى القمة بسرعة، ثم نحطمهم بسبب زلة صغيرة. الحياة تتطلب التوازن. لا ينبغي لنا أن نُبالغ في تمجيد النجاح ولا أن نستسلم للفشل. علينا أن نكون أكثر حذرًا في أحكامنا.”
يامال يرد على طريقته: تجاهل.. أو تحدٍّ
ورغم الزوبعة الإعلامية، يبدو أن لامين يامال لم يتأثر كثيرًا بالانتقادات، إذ واصل من عطلته الصيفية نشر رسائل غامضة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة ربما إلى لامبالاته بما يُقال عنه، أو إلى استخدامه تلك السخرية كمصدر لتحفيز داخلي.
في كلتا الحالتين، يُظهر اللاعب الشاب شخصية صلبة، وهدوءًا نادرًا في التعامل مع الضغوط، مما يعكس نضجًا لافتًا بالنسبة إلى عمره.
خلاصة: دي لا فوينتي يُطلق جرس الإنذار
تصريحات مدرب “لاروخا” ليست مجرد دفاع عن لاعب، بل هي دعوة لإعادة النظر في طريقة تعامل الإعلام والجمهور الإسباني مع نجومه الصاعدين. في زمن تتحكم فيه الصورة والتعليق أكثر من الأداء في الميدان، يرى دي لا فوينتي أن الواجب يحتم على الجميع حماية المواهب، لا تحميلها أعباء تفوق طاقتها.
لامين يامال لم يقل كلمته الأخيرة بعد، لكن السؤال الحقيقي هو: هل سيسمح له الإعلام بأن يقولها؟
التعاليق (0)