مستقبل المنتخب المغربي في الميزان.. لماذا يعتبر رحيل الركراكي الآن مخاطرة كبرى؟

المنتخب المغربي رياضة المنتخب المغربي

في خضم الانتقادات الكبيرة التي أعقبت تعادل المنتخب المغربي أمام مالي، وفي وقت تعيش فيه الجماهير حالة من “الغليان” الرقمي، خرج الإعلامي محمد ناصر ليضع النقاط على الحروف، في قراءة هادئة تتوخى مصلحة الوطن فوق أي اعتبار عاطفي عابر. ورغم مشروعية النقاش الفني، إلا أن هناك خيطاً رفيعاً بين النقد البناء وبين “الإرباك” الذي قد ينسف حلم كأس إفريقيا 2025.

ليست دفاعاً عن “النتيجة” بل حماية لـ “الاستقرار”

يؤكد محمد ناصر أنه يشاطر الجمهور غيرته وحرصه على المنتخب المغربي، ولا ينكر أن الأداء أمام مالي كان دون سقف التوقعات، لكن “مكمن الخلاف” يكمن في التوقيت. فنحن لا نزال في قلب المنافسة، وأمامنا مباراة زامبيا بعد يومين فقط. إن إطلاق حملات للمطالبة بتغيير المدرب وليد الركراكي “الآن” ليس مطلباً معقولاً ولا مقبولاً، بل هو أقصر طريق لإرباك اللاعبين وضرب تركيزهم في مقتل، وهو ما لن يخدم سوى خصومنا.

مالي ليست “جسر عبور”.. احترموا الخصوم

من السهل جلد الذات، لكن من الإنصاف أيضاً الاعتراف بتطور الكرة الإفريقية. منتخب مالي ليس “منتخباً صغيراً”، بل يضم محترفين في كبريات الدوريات الأوروبية يتمتعون بمؤمنات بدنية وفنية هائلة. هؤلاء الخصوم أصبحوا يستعدون للمغرب “استعداداً خاصاً”؛ لأن الفوز على “أسود الأطلس” بات اليوم هو المقياس الحقيقي لتطور أي منتخب في القارة السمراء.

درس “السكيتيوي” الذي نسيناه!

ولأن الذاكرة الكروية أحياناً ما تكون قصيرة، وجب التذكير بما حدث مع الإطار الوطني طارق السكيتيوي في كأس العرب الأخيرة. آنذاك، انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب بعد فوز “بشق الأنفس” على جزر القمر وتعادل سلبي باهت أمام عمان. وصفوه بالعجز وفقدان الرؤية، لكن ماذا حدث؟ عاد السكيتيوي ليفوز على السعودية، وتأهل، بل ومضى قدماً ليرفع الكأس في النهاية. العبرة دائماً بالخواتيم، والمنتخبات الكبيرة تُدار بالاستقرار لا بردود الفعل الانفعالية.

وليد الركراكي.. إنصاف رجل صنع التاريخ

يجب أن نتعامل مع مدرب المنتخب المغربي، بما يليق به من احترام، تقديراً لمساره الناجح وما حققه من نقلة نوعية غير مسبوقة. الركراكي ليس “حالة عابرة”، ومن الإنصاف تقويم عمله بشكل شامل بعد نهاية منافسات كأس إفريقيا، لا بناءً على عثرة في مباراة واحدة. المنتخبات الكبرى لا تغير جلودها في منتصف الطريق، ومناقشة البدائل مكانها الأطر المختصة في هدوء وعقلانية بعد انتصاف المعركة.

واجب الدعم فوق كل اعتبار

حتى وإن لم تُرضنا نتيجة مالي، وحتى إن اختلفنا مع بعض خيارات الركراكي، يبقى واجب الساعة هو “الدعم”. المحاسبة لها وقتها، والآن هو وقت الالتفاف حول الراية الوطنية لتجاوز عقبة زامبيا والعبور نحو الدور الثاني بوجه مغاير.

إن حلم كأس إفريقيا بالمغرب يحتاج إلى عقول هادئة خلف الشاشات، بقدر ما يحتاج إلى أقدام قوية فوق الميدان.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. عبداللطيف -

    للأسف لم يقنع منذ خروجه من كأس أفريقيا السابقة.
    سنتين كافيتين لإبراز المؤهلات.لكن بدون جدوى.ألم يتم تغيير خاليلوجيتش على بعد اسهر منزكاس العالم.لم يتم ابعاد ناخب الكوت ديفوار بعد المقابلة الاولى.