شهدت ولاية تندوف الجزائرية خلال الأيام الأخيرة مشاهد وُصفت بأنها “مُذلّة ومخزية” لعناصر من الجيش الجزائري، وهم يغادرون مواقعهم لقضاء عطلة عيد الأضحى، وسط ظروف تنقل تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية. هذه الصور التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت موجة سخرية وانتقادات واسعة في صفوف النشطاء والمتابعين، سواء داخل الجزائر أو خارجها.
الجيش الجزائري الذي يهدد… لا يجد وسيلة نقل
في مشهد يتنافى تمامًا مع الخطاب الرسمي حول “الجيش الجزائري القوي الضارب”، ظهر جنود جزائريون وهم يتكدسون في شاحنات متهالكة، أو يسيرون لمسافات طويلة وسط حرارة الصحراء، فقط من أجل العودة إلى ذويهم بمناسبة العيد.
هذه الصور فتحت الباب أمام تساؤلات محورية: كيف لجيش يُقال إنه يُعدّ العدة لـ”احتلال المغرب في ساعات”، أن يعجز عن توفير وسائل نقل محترمة لجنوده؟
الفرق صارخ وواضح بين “الشعارات العسكرية” المرفوعة، والواقع اليومي الذي يعيشه الجنود. وإذا كان أفراد الجيش يُعاملون بهذه الطريقة، فما الذي يمكن قوله عن المواطن العادي؟
بذخ في القمة… ومهانة في القاع
التناقض لم يقف عند حدود المعاملة السيئة للعسكريين، بل تجاوزه إلى مظاهر البذخ التي تُمنح لبعض الشخصيات المحسوبة على النظام، مثل زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، المعروف بلقبه “ابن بطوش”. تقول مصادر إعلامية إن النظام الجزائري لا يتوانى في تسخير الطائرات الخاصة والسيارات الفاخرة لخدمة هذا الشخص ومرافقيه، بينما يُترك الجنود الجزائريون لمصيرهم وسط الإهمال.
من المستفيد من ثروات الجزائر؟
يتداول الجزائريون، بمرارة، عبارة: “الكل يأكل من الجزائر إلا شعبها”، في إشارة إلى استنزاف ثروات البلاد من قبل شبكات الفساد والضيوف السياسيين، بينما يُحرم المواطن والموظف وحتى الجندي من أبسط حقوقه.
الوضع الراهن يعكس أزمة عميقة في أولويات الإنفاق داخل الدولة الجزائرية، حيث يُكرّس الدعم الخارجي وتمويل الصراعات الإقليمية، على حساب تنمية الداخل وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
التعاليق (0)