خلال الأيام الأخيرة، راجت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تزعم أن السلطات المغربية قامت بطرد الصحفي الجزائري كمال مهوي، مراسل قناة “النهار”، أثناء تواجده بالمغرب لتغطية نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025. هذه الرواية انتشرت بسرعة، وقدّمت على أنها حادثة خطيرة مرتبطة بالتضييق على الصحافة، وهو ما استدعى توضيح الأمور بعيدًا عن التهويل والشائعات.
المعطيات المؤكدة، وفق مصادر مطلعة، تفيد بأن كمال مهوي لم يتم طرده ولا توقيفه، بل غادر التراب المغربي بشكل عادي وبمحض إرادته، حيث استقل يوم الأحد رحلة جوية متجهة إلى إسطنبول. ولا وجود لأي إجراء أمني استثنائي أو قرار إداري يقضي بترحيله، كما لم تسجل في حقه أي مخالفة قانونية من النوع الذي جرى الترويج له.
غير أن لبسًا كبيرًا وقع في فهم ما حدث فعليًا. فالصحيح أن الصحفي الجزائري “كمال مهوي” لم يكن يتوفر على اعتماد رسمي يخول له تغطية مباريات “كان 2025”، كما أنه دخل المغرب بتأشيرة سياحية وليس بتأشيرة صحفية. وبناءً على ذلك، لم يُسمح له بالقيام بمهام صحفية داخل الملاعب أو المنشآت الرسمية، وهو إجراء معمول به في جميع التظاهرات الدولية، ويُطبق على الجميع دون تمييز.
وهنا يجب التفريق بوضوح بين مفهومين جرى الخلط بينهما عمدًا أو عن جهل:
المنع من التغطية بسبب غياب الاعتماد هو إجراء مهني وقانوني، وليس طردًا أو عقوبة أو استهدافًا. فكل صحفي، مهما كانت جنسيته أو المؤسسة التي يمثلها، ملزم باحترام المساطر المعتمدة من طرف “الكاف” والجهات المنظمة.
تحويل هذه الواقعة إلى “قضية سياسية” أو “فضيحة إعلامية” يعكس، في جزء منه، رغبة بعض الصفحات في استغلال أي حدث لإنتاج سردية جاهزة، خاصة في سياق إقليمي حساس. والحقيقة أن المغرب، منذ انطلاق كأس إفريقيا، استقبل آلاف الصحفيين من مختلف الدول، ووفّر لهم ظروف عمل أشاد بها مسؤولون وإعلاميون أجانب، وهو ما يجعل مزاعم التضييق غير منطقية.
هذه الحادثة تكشف، في العمق، كيف يمكن لخبر إداري بسيط أن يتحول إلى شائعة واسعة الانتشار، عندما يُفصل عن سياقه القانوني والمهني. كما تبرز أهمية التحقق قبل التفاعل، خاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث تمس صورة بلد يستضيف تظاهرة قارية كبرى.
في الخلاصة، ما جرى لا يتعدى كونه مغادرة اختيارية لصحفي لم يكن يتوفر على التصريح اللازم للتغطية، وكل ما عدا ذلك مجرد تأويلات وشائعات لا تصمد أمام الوقائع. المغرب طبّق القانون، ولم يمنع أحدًا بسبب جنسيته أو موقفه، وهو ما تؤكده الوقائع لا الادعاءات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (1)
كيف ما كان الامر كان على هذا الزنديق مغادرة مملكة الشرفاء لانه نجاسة