أنا الخبر ـ القدس العربي

يشهد العالم الكثير من التجارب والأبحاث الطبية بشأن إيجاد لقاح لفيروس كورونا قبل نهاية السنة الجارية. وأمام النداءات التي توجهها الأمم المتحدة بضرورة توفيره إلى كل الشعوب وخاصة الفقيرة، لا يمكن استبعاد فرضية تسريب طريقة صنع اللقاح عند أول تجربة ناجحة، في ملف شبيه بتكرار عملية تسريب طريقة صنع القنبلة النووية لخلق توازن في العالم.

وتعتبر الدول فيروس كورونا تهديدا حقيقيا لها بحكم سرعة انتقاله والتسبب في وفيات في حالة انتشاره على نطاق واسع علاوة على الضربة القاسية التي وجهها إلى الاقتصادي العالمي، حيث تقدر الخسائر بآلاف الملايير من الدولارات حتى الآن.

وتوجد عشرات الأبحاث الطبية الواعدة بالتوصل إلى لقاح ومنها الأبحاث التي تقوم بها مختبرات صينية ثم تلك التي تقوم بها الولايات المتحدة تحت إشراف منصف السلاوي الذي عينه الرئيس دونالد ترامب منسقا عاما لهذه الجهود منذ أيام.

وطالبت الأمم المتحدة في مناسبات متعددة آخرها منذ أيام بضرورة استفادة البشرية من اللقاح دون أن يكون حصريا على دولة دون أخرى أو على الدول الغنية دون الفقيرة. ووقعت شخصيات عالمية نداء في هذا الشأن.

وترى خبيرة صناعة الأدولية إيلينا كيكبوش في تصريحات للصحافة الألمانية: “لا توجد في الوقت الحالي قواعد دولية للتوزيع العادل للقاح في مثل هذه الحالة”. ومن جانبه يقول يورغن فاسيم الخبير في الاقتصاد الصحي: “التوزيع متروك للسوق العالمية، إن هذا الأمر يخفي خطر أن يتم توفير اللقاح فقط في غرب أوروبا وكندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية بشكل جيد لأن هذه الدول تستطيع دفع أسعار أعلى، وهذه مشكلة نعاني منها دوماً في قطاع الأدوية”.

ونظرا لأهمية اللقاح ضد فيروس كورونا والتخوف من انفراد بعض الدول باللقاح لتعزيز أمنها القومي على حساب أخرى، أو محاولة الشركات تحقيق أرباح خيالية نظرا لحاجة البشرية للقاح، لا يمكن استبعاد تسريب العلماء الذين سينجحون في تصنيع اللقاح الوصفة إلى مختلف الدول حماية للبشرية.

وقد يسرب علماء وصفة تصنع اللقاح مدفوعين بالوازع الأخلاقي والمعنوي لحماية البشرية بدل الأرباح في ظل وجود تقارير علمية تعتبر الفيروسات هي أكبر خطر على حياة. وهذا سيكون شبيها بقيام علماء ذرة من بريطانيا والولايات المتحدة بتسريب بيانات ووصفات صناعة القنبلة النووية إلى الاتحاد الأوروبي، كانوا يعتبرون حصول الروس عليها ضروريا لتجنيب العالم حربا نووية مستقبلا.

وحول هذه النقطة، يقول كمال المسعودي ودكتور في البيولوجيا الجزيئية متخرج من جامعة بروكسيل لجريدة “القدس العربي”: “قد يقوم علماء بتسريب وصفة صناعة اللقاح ونشرها في الإنترنت لتسهيل صناعة كميات كبيرة، خاصة وأن الكثير من دول العالم قادرة على تصنيع الأدوية، هذا وارد جدا”، ويضيف: “أو تقوم دول بشراء اللقاح وتحليله وصنعه مع تغييرات طفيفة لتفادي قيود براءة الاختراع، وهذا حدث مع أدوية السيدا كثيرا”. وعمليا، لن تحترم الكثير من الدول براءة الاختراع لأنها ستكون مجبرة على إنقاذ شعوبها.

التعليقات مغلقة.