منخفض جوي أطلسي عميق يخلط الأوراق الجوية: أوروبا في حماية وشمال إفريقيا في حالة ترقّب

منخفض جوي في المغرب طقس وبيئة منخفض جوي في المغرب

منخفض جوي أطلسي عميق يغيّر موازين الطقس

تشير آخر التحاليل الجوية إلى تطور لافت في الوضع الجوي فوق شمال المحيط الأطلسي، حيث تشكّل منخفض جوي عميق جداً صُنّف ضمن ما يُعرف بظاهرة «إعصار القنبلة» (Bomb Cyclone). هذا النوع من المنخفضات يتميز بسرعة تعمّقه وقوته الكبيرة، وقد سجّل بالفعل ضغطاً جوياً قياسياً يناهز 930 هكتوباسكال، ليُعد من بين أعمق المنخفضات المسجلة خلال هذا الموسم.

كيف وُلد هذا المنخفض الاستثنائي؟

يرتبط تشكّل هذا المنخفض القوي بتفاعل عدة عوامل جوية كبرى في وقت واحد. فقد أدى انقسام الدوامة القطبية إلى اندفاع كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة قادمة من كندا نحو المحيط الأطلسي، حيث اصطدمت بكتلة هوائية دافئة ورطبة فوق مياه المحيط. هذا التباين الحراري الحاد وفّر طاقة هائلة ساهمت في تعميق المنخفض بسرعة كبيرة، مرفقاً برياح إعصارية قوية وأمواج بحرية عالية، تظل في الوقت الحالي محصورة في وسط الأطلسي.

أوروبا تحت حماية جوية… لكن ليست بمنأى عن التأثير

تبدو أوروبا الغربية والوسطى في مأمن نسبي من التأثيرات المباشرة لهذا المنخفض، بفضل تمركز مرتفع جوي قوي يشكل ما يُعرف بحالة «البلوكاج» أو الحاجز الجوي، والذي يحدّ من تقدم الاضطرابات العنيفة نحو اليابسة. ونتيجة لذلك، يظل النشاط الجوي الأشد فوق المحيط، دون امتداد واسع داخل القارة.

مع ذلك، فإن هذا الحاجز لا يمنع التأثيرات كلياً، إذ يُتوقع أن تشهد مناطق شمال غرب أوروبا، خاصة بريطانيا وإيرلندا وشمال فرنسا، تساقطات مطرية غزيرة ورياحاً قوية. كما تبقى احتمالات الفيضانات المحلية قائمة، خصوصاً في المناطق المعرضة لتراكم الأمطار بسبب بطء تحرك الجبهات الجوية.

شمال إفريقيا بين الهدوء الحذر والتقلبات المحتملة

بالنسبة لشمال إفريقيا، ومنها المغرب والجزائر، لا يُتوقع تأثير مباشر لهذا المنخفض الأطلسي العميق. غير أن انعكاساته غير المباشرة على المنظومة الجوية العامة تكتسي أهمية كبيرة، إذ من شأنه أن يُربك حركة التيارات الجوية ويُضعف التيار الغربي المعتاد.

هذا الوضع قد يفتح المجال لاحقاً لتشكل منخفضات مقطوعة وحالات عدم استقرار جوي، وهي سيناريوهات غالباً ما تنتج عن تلاقي الهواء البارد مع الرطوبة القادمة من البحر الأبيض المتوسط. لذلك، تبقى المنطقة في حالة ترقّب لاحتمال تقلبات جوية مفاجئة، خاصة في حال تراجع قوة الحاجز الجوي الأوروبي.

نهاية دجنبر تحت المراقبة الجوية

بصورة عامة، يعيد هذا المنخفض الأطلسي العميق خلط الأوراق الجوية على مستوى النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ففي الوقت الذي نجت فيه أوروبا مؤقتاً من التأثير المباشر، تدخل منطقة شمال إفريقيا مرحلة مراقبة دقيقة، مع قابلية واضحة لتطورات مناخية مهمة خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع اقتراب نهاية شهر دجنبر.

ونظراً للطبيعة الديناميكية السريعة لمثل هذه الحالات الجوية، يبقى تتبع التحديثات والنشرات الجوية أمراً ضرورياً، إذ إن أي تغير طفيف في موازين الضغط أو التيارات قد ينعكس سريعاً على الحالة الجوية العامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً