في كرة القدم، ليست كل اللحظات تُقاس بالأهداف أو النتائج، فبعض اللقطات العابرة تختصر روح فريق كامل. ما حدث بين ربيع حريمات وحمد الله خلال تسليم شارة القيادة في مباراة اليوم أمام الإمارات ضمن بطولة كأس العرب، لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة قوية عن القيم التي يعيشها المنتخب المغربي في هذه المرحلة.
لقطة تتجاوز الشكل إلى المعنى:
مشهد تسليم ربيع حريمات لشارة القيادة لحمدالله، ثم إصرار هذا الأخير على أن يستمر حريمات في حملها، كان لقطة صادقة وعفوية. لقطة تختصر الاحترام المتبادل، ونكران الذات، وروح الجماعة التي تضع مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار شخصي.
هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يصنع الفرق داخل غرف الملابس، وهي غالبًا ما تكون أساس النجاحات الكبرى.
أجواء مثالية داخل المنتخب:
ما يلمسه المتابع عن قرب هو أن الأجواء العامة داخل المنتخب المغربي تبدو إيجابية ومريحة. انسجام بين اللاعبين، غياب التوتر، وتواصل إنساني واضح داخل المجموعة. هذه ليست صدفة، بل نتيجة عمل يومي هادئ ومنهجي.
طارق السكتيوي… العامل الحاسم:
الفضل في هذه الأجواء يعود بدرجة كبيرة إلى طارق السكتيوي. مدرب اختار أن يركز على بناء الإنسان قبل اللاعب، وعلى خلق مناخ من الثقة والمسؤولية المشتركة.
السكتيوي لا يبحث عن الأضواء، لكنه يعرف جيدًا كيف يدير المجموعة، وكيف يمنح لكل لاعب قيمته داخل الفريق، دون خلق صراعات أدوار أو حساسيات زائدة.
لقطة شارة القيادة لم تكن مجرد مشهد جميل، بل مرآة تعكس حالة منتخب يسير في الاتجاه الصحيح. عندما تتوفر الروح، وينضبط الإطار التقني، تصبح الطريق نحو النتائج أقصر وأكثر وضوحًا. المنتخب المغربي الرديف اليوم لا يعيش فقط مرحلة فنية جيدة، بل يعيش حالة إنسانية متماسكة… وهذا في حد ذاته مكسب كبير.
ماذا قال طارق السكتيوي بعد التأهل؟
أعرب طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي الرديف، عن سعادته الكبيرة بتأهل فريقه إلى نهائي كأس العرب، بعد فوزه المميز على نظيره الإماراتي بثلاثة أهداف دون رد في مباراة نصف النهائي التي أقيمت اليوم الاثنين.
في تصريح صحفي، قال السكتيوي:
“أنا سعيد جدًا، والحمد لله، اللهم لك الحمد والشكر، فهذا من فضل ربي. كما يُقال دائمًا من يعلم الله في قلبه خيرًا يأتيه خير.”
وأضاف مدرب المنتخب:
“التواضع جميل، ومن تواضع حقًا رفعه الله. الإخلاص في العمل أمر أساسي، والحمد لله أن ربي وفقني لذلك. وجدنا لاعبين بقلوب صادقة، مبادئهم واضحة، وأخلاقهم كبيرة، يترأسها تمثيل المغرب بأفضل شكل ممكن.”
وأكد السكتيوي على أهمية الاحترام والتوازن في التعامل مع اللاعبين قائلاً:
“الاحترام أولًا لللاعبين، لأنني لعبت كرة القدم وأعرف ما يمر به اللاعب. تعاملي معهم منذ البداية كان قائمًا على الاحترام الكبير والحب الصادق. حاولت خلق توازن بين الحب والاحترام والمسؤولية، وهذا بالتأكيد يعطي الأداء الجيد ويؤدي إلى النجاحات.”
كما أشاد بالدور الكبير للاعبين في تحقيق الفوز:
“الحمد لله وفقنا لإجراء التغييرات المناسبة في الوقت المناسب، والتي أسهمت في تسجيل الهدف الثاني والثالث. ليس أي شيء يمكن القيام به بدون جهودهم. كما أن رضا الوالدين ورضاء الله شيء كبير كذلك.”
وتؤكد تصريحات السكتيوي أن نجاح المنتخب المغربي الرديف لا يقتصر على الأداء الفني داخل الملعب، بل يعتمد أيضًا على قيم الاحترام، التواضع، والإخلاص في العمل. هذه الروح الجماعية هي ما يجعل الفريق المغربي اليوم قادرًا على المنافسة وتحقيق الإنجازات الكبيرة في كأس العرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)