شهدت مخيمات تندوف ليلة دامية إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين عناصر من الجيش الجزائري وميليشيات جبهة البوليساريو، في تطور ميداني غير مسبوق يعكس حجم الاحتقان الداخلي المتصاعد، ويُثير تساؤلات عميقة حول قدرة الجزائر على ضبط الكيان الانفصالي الذي رعته وموّلته لعقود طويلة.
ووفق مصادر متطابقة من داخل المخيمات، فقد اندلعت الاشتباكات بسبب خلافات حادة حول تقاسم المساعدات الدولية، التي غالبًا ما تخضع لمسارات توزيع مشبوهة، وهو ما فجّر نزاعًا داخليًا بين أجنحة البوليساريو، قبل أن يتطور الأمر إلى صدام دموي مع القوات الجزائرية التي تدخلت في محاولة يائسة لفرض السيطرة واحتواء حالة التمرد.
⚠️ التمرد يطرق أبواب الجزائر من الداخل
المواجهات الأخيرة كشفت، بحسب مراقبين، عن تصاعد غير مسبوق لحالة الغليان داخل المخيمات، خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار الفساد داخل قيادة الجبهة، ما أدى إلى توترات متكررة مع الحاضنة الجزائرية التي بدأت تجد نفسها في مرمى نيران “المشروع الذي رعته”.
وفي تعليق لافت، قال الناشط الحقوقي زين العابدين الوالي:
“من يزرع الفوضى، لا يحصد إلا التمرد”،
في إشارة واضحة إلى أن سياسة الدعم غير المشروط التي اعتمدتها الجزائر تجاه البوليساريو بدأت ترتدّ عليها بعنف.
من جهته، اعتبر الإعلامي المعارض وليد كبير أن ما جرى يُشكل علامة فارقة في العلاقة بين الجبهة والنظام الجزائري، مضيفًا:
“تمرّد البوليساريو على النظام العسكري الجزائري ليس سوى مسألة وقت، وما يحدث اليوم ليس إلا بداية انهيار سردية القضية العادلة التي تم تسويقها لسنوات.”
🔍 إلى أين تتجه الأمور؟
المراقبون يرون أن هذه المواجهات قد تكون بداية سلسلة من التصدعات داخل منظومة البوليساريو، وسط تقارير تتحدث عن صراعات داخلية على النفوذ والمال والمساعدات، وانقسام حاد بين القيادات الموالية للجزائر وتلك التي بدأت تُلمّح لضرورة فك الارتباط معها.
كما أن تزايد هذه الحوادث يحرج النظام الجزائري أمام المجتمع الدولي، خصوصًا بعد تكرار التقارير التي تُندد بتورطه في تأجيج النزاع وتحويل المساعدات الدولية إلى أدوات للابتزاز السياسي، بدلًا من صرفها لتحسين أوضاع اللاجئين.
🧨 المشهد ينذر بالانفجار
المواجهات داخل تندوف لا تبدو حدثًا معزولًا، بل علامة على انهيار تدريجي لمنظومة بوليساريو السياسية والعسكرية، وتحولها إلى عبء ثقيل على الجزائر، التي تواجه بالفعل أزمات داخلية متعددة.
في ظل هذا الوضع الهش، يبقى السؤال المطروح:
هل تملك الجزائر فعلاً السيطرة على الكيان الذي رعته لعقود؟ أم أن تندوف تتحول تدريجيًا إلى نقطة اشتعال تهدد أمن المنطقة بأسرها؟
التعاليق (0)