في تحوّل لافت يشهده المشهد الإعلامي العربي، شرعت كل من مجموعة “بي إن سبورتس” الرياضية وشبكة “الجزيرة” الإخبارية، في تنفيذ حملة استغناءات واسعة عن عدد كبير من موظفيها، ضمن خطة إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى التكيّف مع تحديات العصر الرقمي، وإعادة رسم ملامح العمل الإعلامي في ظل التحولات التكنولوجية والمالية العالمية.
وكشفت مصادر مطلعة في العاصمة القطرية الدوحة، أن مجموعة “بي إن سبورتس” أنهت مؤخرًا خدمات نحو 200 موظف ينتمون إلى جنسيات مختلفة، في واحدة من أكبر عمليات التسريح التي تشهدها المؤسسة منذ تأسيسها. وشملت هذه القرارات أقسامًا حساسة، مثل الصحافة والإنتاج، إلى جانب الفنيين، المصورين، والعاملين في الاستوديوهات، ما يعكس حجم التغيير العميق الذي يطرأ على تركيبة الشبكة.
وتداولت الأوساط الإعلامية قائمة بأسماء بعض الإعلاميين البارزين الذين شملتهم قرارات الاستغناء، من بينهم المذيعة الجزائرية المعروفة ليلى سماتي، التي ارتبط اسمها بقناة الجزيرة الرياضية منذ انطلاقتها، واعتُبرت من أبرز الوجوه التي غطّت كبرى البطولات العالمية. كما ضمت القائمة الإعلاميين مهيب بن شويخة، مهند الجالي، ومحمد عمور، مدير القناة الإخبارية التابعة لـ “بي إن سبورتس”.
وفي موازاة ذلك، لم تكن شبكة “الجزيرة” الإخبارية بمنأى عن هذه التغييرات، حيث اتخذت خطوات مماثلة استهدفت بدورها عددًا من المذيعين والصحفيين والمنتجين، في خطوة تشير إلى بداية مرحلة جديدة في استراتيجيتها الإعلامية. وقد شملت عملية الاستغناء فريق عمل برنامج “المشاء”، وعلى رأسهم المذيع جمال العرضاوي، إلى جانب المنتجين المرافقين له.
كما امتدت القرارات لتشمل عددًا من المنتجين العاملين في برامج معروفة مثل “بلا حدود” و“الجانب الآخر”، بالإضافة إلى صحافيين وطاقم فني في أقسام متعددة، ما يعكس شمولية عملية إعادة الهيكلة التي لم تقتصر على الأقسام الجانبية، بل طالت البنية البرمجية الأساسية.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه التحولات تأتي استجابة لضغوط مالية متزايدة، وتوجه نحو ترشيد الموارد، إلى جانب الرغبة في تبني نموذج إعلامي جديد أكثر مرونة، قادر على مواكبة طبيعة المحتوى الرقمي ومتطلبات الجمهور الحديث.
التعاليق (0)