أكدت معطيات حديثة صادرة عن منصات دولية متخصصة في العقار وتكاليف المعيشة أن العاصمة المغربية الرباط باتت المدينة الأغلى في البلاد من حيث كلفة الإيجار، حيث تجاوز متوسط الكراء الشهري 9,000 درهم، مما يعكس تحولاً واضحاً في مشهد السكن الحضري ويطرح تساؤلات حول مستقبل القدرة الشرائية لسكان العاصمة.
الإحصائيات الحديثة، التي أوردها موقع “نامبيو” (Numbeo) العالمي، وهو أحد أبرز المراجع المتخصصة في قياس مؤشرات كلفة العيش عبر العالم، وضعت الرباط في مقدمة المدن المغربية من حيث الغلاء، متفوقة بذلك على الدار البيضاء ومراكش، وهما من أكبر وأشهر الحواضر الاقتصادية والسياحية في المملكة.
وبحسب المؤشر نفسه، فقد حلت الرباط في المرتبة 15 عربياً و256 عالمياً ضمن قائمة المدن الأعلى تكلفة، بناءً على تقييم شامل يشمل أسعار الإيجارات، وتكاليف المواد الغذائية، والخدمات الأساسية، وغيرها من المعايير المؤثرة في مستوى المعيشة.
البيانات أظهرت أن كلفة الحياة في الرباط تزيد بنسبة 2.2% عن نظيرتها في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، بينما بلغ الفارق مع مدينة مراكش حوالي 34.1%، وهو ما يشير إلى وجود فجوة متنامية في تكاليف المعيشة بين المدن المغربية الكبرى، ويطرح إشكالية العدالة المجالية في الوصول إلى السكن والخدمات.
وتعزو جهات عقارية واقتصادية هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها محدودية العرض في الأحياء الوسطى والراقية، وتزايد الطلب على السكن الموجه للطبقة المتوسطة والعليا، فضلاً عن تمركز المؤسسات الحكومية والدبلوماسية في المدينة، ما يعزز الضغط على سوق الإيجار.
كما تشير التوقعات إلى أن هذا المنحى التصاعدي في الأسعار مرشح للاستمرار خلال السنوات المقبلة، ما لم يتم اتخاذ تدابير فاعلة في مجال السياسات السكنية وضبط السوق العقارية، خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه العاصمة.
التعاليق (0)