مع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا، تعود نقاشات اختيارات وليد الركراكي إلى الواجهة، خصوصاً في الخط الخلفي حيث تتطلب البطولة جاهزية بدنية هائلة وخبرة في المباريات ذات الاندفاع العنيف.
وبينما رأى كثيرون أن لائحة الدفاع افتقدت لاعبين مجرّبين من الرديف مثل البوفتيني أو سعدان، طرح آخرون تساؤلات حول مدى واقعية الاعتماد على مدافع شاب مثل حميد أيت بودلال في محطة قارية بهذا الحجم.
لماذا يثير الدفاع كل هذا الجدل؟
متطلبات بدنية عالية
بطولة كأس إفريقيا تُعرف تاريخياً بأنها واحدة من أكثر البطولات قوة من حيث الاندفاع البدني والاحتكاكات. الفرق القوية لا تتسامح مع الأخطاء الدفاعية، ولذلك يكون الرهان دائماً على مدافعين أصحاب بنية قوية وخبرة في اللعب القاري.
هشاشة محتملة في الخط الخلفي
رغم امتلاك المغرب لأسماء وازنة مثل غانم سايس، جواد الياميق، ونايف أكرد، إلا أن سجل الإصابات العضلية لهؤلاء الثلاثة يثير تخوفات حقيقية. أي غياب مفاجئ خلال البطولة قد يضع المنتخب بقيادة الركراكي، في وضعية حرجة إذا لم تكن البدائل جاهزة بنفس المستوى.
أيت بودلال… موهبة أم مغامرة من الركراكي؟
توجيه الدعوة لحميد أيت بودلال اعتبره البعض خطوة جريئة، وربما مجازفة، لأن اللاعب الشاب لا يملك بعد تلك الخبرة الإفريقية الثقيلة التي يحتاجها قلب دفاع في كأس إفريقيا. ورغم أنه موهبة واعدة ومستقبلية، إلا أن البطولة تتطلب مدافعين اعتادوا الإيقاع العالي، وقدرة على مواجهة ضغط المباريات الكبيرة.

ماذا عن البوفتيني وسعدان؟
البوفتيني… اللاعب الأنسب للمرحلة؟
عبد الله البوفتيني كان من أبرز المدافعين في المنتخب الرديف خلال الفترة الماضية. يتمتع بقوة بدنية، صلابة في الالتحام، وخبرة قارية واضحة، وهي خصال يحتاجها المنتخب بشدة إذا أراد خوض سبع مباريات كاملة والوصول إلى النهائي.
كان بإمكانه أن يشكل إضافة نوعية، خصوصاً مع احتمالات الغياب في الخط الخلفي.

سعدان… استقرار وتوازن
مروان سعدان، هو الآخر، قدّم مستويات ممتازة وكان خياراً منطقياً لتأمين بديل جاهز في قلب الدفاع. وجوده كان سيمنح الركراكي هامش أمان أكبر دون الحاجة للمغامرة بخيارات غير مضمونة.

هل كان عبد الحميد الخيار الأنجع؟
عبد الحميد لاعب جيد، والمستقبل أمامه، لكن بناء خطة على لاعب ما زال في طور التطور في بطولة صعبة مثل كأس إفريقيا قد لا يكون الخيار الأمثل. كان يمكن المراهنة أكثر على لاعبين جاهزين ومجرّبين لضمان التوازن الدفاعي.
وإذا كان هدف المغاربة هو لعب 7 مباريات كاملة في البطولة، أي بلوغ النهائي، فإن الواقعية تفرض الاعتماد على بدائل دفاعية قوية توازي الأساسيين، وليس فقط لاعبين لإكمال اللائحة.
الخط الخلفي هو المفتاح في الكان، وكل خطأ قد يكون مكلفاً. لذلك يبدو أن غياب أسماء مثل البوفتيني وسعدان من اللائحة فسح المجال لجدل واسع، وربما جعل علامة الاستفهام كبيرة حول مردودية الدفاع تحت ضغط بطولة صعبة.
اختيارات الركراكي تبقى ذات رؤية تقنية، لكنها في النهاية ستخضع للاختبار الحقيقي داخل الميدان. وإذا أثبت الشباب قدرتهم على التحدي، فسيكسب المنتخب قاعدة مستقبلية قوية. أمّا إذا ظهرت هشاشة في الدفاع، فسيعود النقاش حول ضرورة الاعتماد على لاعبين جاهزين وذوي خبرة إفريقية من حجم البوفتيني وسعدان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)