أثار تصريح الشناوي عن جائزة بونو كأفضل حارس في إفريقيا جدلاً. الجمهور رأى أن المقارنة غير منطقية بسبب إنجازات بونو العالمية (المغرب في كأس العالم، الدوري الأوروبي). انتقدوا الشناوي لتشكيكه في معايير "الكاف"، معتبرين أن القيمة الفنية والمنافسة العالمية هما الأهم في الجوائز الفردية. اعتبروا تصريحه غير موفق وتناقض مع إنجازات بونو. ختم الشناوي بتصريح إيجابي، معتبرًا ذلك دافعًا للمستقبل.
أثار تصريح أحمد الشناوي، حارس مرمى نادي بيراميدز المصري، موجة واسعة من النقاش عقب إعلانه عن خيبة أمله لعدم تتويجه بجائزة أفضل حارس في إفريقيا لعام 2025، والتي ذهبت لحارس المنتخب المغربي ياسين بونو، نجم الهلال السعودي، خلال حفل “الكاف” الأخير بالرباط.
لكن ما أثار الاهتمام أكثر، لم يكن تصريحه فقط، بل الطريقة التي استقبل بها الجمهور كلامه، بين من اعتبره “طبيعيًا” لشخص طموح، ومن رأى فيه “مبالغة لا تُنصف الواقع”.
تصريح الشناوي… إحباط مشروع أم مقارنة غير منطقية؟
في مؤتمر الصحفي قبل مواجهة ريفرز يونايتد بدوري أبطال إفريقيا، قال الشناوي إنه كان يتمنى الظفر بالجائزة، قبل أن يضيف:
“السؤال هو: كيف يتم تقييم واختيار المتوجين بهذه الجوائز؟”.
رسالة الشناوي تحمل شقين:
- إحساس بالظلم الرياضي بعد موسم حصد فيه فريقه كل الألقاب المحلية والقارية.
- تشكيك ضمني في معايير “الكاف” لتحديد الفائزين.
لكن هل يكفي حصد الألقاب الجماعية كي يتوج لاعب بجائزة فردية؟ هنا بدأ الجدل.
ياسين بونو… وزن الإنجاز يفوق الأرقام
الجمهور لم يتأخر في الرد. تعليقات المتابعين حملت نبرة واضحة:
“مسار بونو يفوق مسارك”، قال أحدهم، في مقارنة مباشرة بين الحارسين.
ويبدو أن كثيرين اعتمدوا على منطق بسيط:
- بونو قاد المغرب إلى ربع نهائي كأس العالم—إنجاز تاريخي للقارة.
- تألق في أوروبا لسنوات، وقاد إشبيلية لحصد الدوري الأوروبي.
- يلعب اليوم في مستوى تنافسي أعلى بكثير من الأندية الإفريقية.
جمهور آخر كتب ساخرًا:
“البطولات التي حققتها لا تعادل هدفًا واحدًا في كأس العالم بعد وصول المغرب بنصف النهائي بمساهمة واضحة من ياسين بونو”.
وهي جملة تلخّص فجوة “القيمة الرياضية” التي اعتمد عليها النقاش الجماهيري.
معايير الجوائز الفردية… أين يضعها الجمهور؟
بعض التعليقات أعادت تذكير الشناوي، بلطف أو بحدة، بأن الجوائز الفردية عالميًا وإفريقيًا لا تعتمد دائمًا على الألقاب فقط.
أحد المتابعين استحضر مثالًا من قمة الهرم الكروي:
“اسأل الفيفا وفرانس فوتبول عن معايير منح الكرة الذهبية… ليست دائمًا للأكثر تتويجًا.”
تعليق آخر ذهب بعيدًا إلى المقارنة القارية:
“حتى جائزة أفضل مدرب ظلمت مدرب المغرب وهبي… ليست المعايير دائمًا مفهومة.”
الجمهور يفهم شيئًا واحدًا:
أن القيمة الفنية، مستوى المنافسة، والظهور في أكبر المسارح الكروية، هي التي تُرجّح الكفة.
هل ظلم الشناوي نفسه بتوقيت التصريح؟
التصريح جاء بعد موسم ممتاز لبيراميدز، لكن الطرح العام اعتبر أن الحارس المصري كان عليه اختيار توقيت آخر، أو صياغة أخرى. ذلك لأن المقارنة مع بونو تتحول سريعًا إلى فارق مستوى بين “محلي” و“عالمي”، ما يجعل النقاش محسومًا قبل أن يبدأ.
بل إن بعض المعلقين اعتبروا كلام الشناوي أقرب إلى “تصريح لاعب هاوٍ” كما وصف أحدهم، لا يتناسب مع حجم الإنجازات المنسوبة لبونو.
الأمر الإيجابي الوحيد: الدافع للمستقبل
رغم الانتقادات، ختم الشناوي تصريحه بجملة اعتبرها البعض “الأكثر نضجًا”:
“ستكون حافزًا لي للاجتهاد والمنافسة على اللقب في الموسم المقبل.”
وهنا يستعيد النقاش توازنه:
الجوائز تُنافس ولا تُنتقد، والتطور يأتي بالعمل، لا بالمقارنات.
لماذا غضب الجمهور؟
السبب ليس في تصريح الشناوي وحده، بل في محاولة وضع إنجازات محلية في كفة، وإنجازات عالمية في كفة أخرى.
جمهور كرة القدم اليوم أكثر وعيًا، وأكثر متابعة للتفاصيل الدقيقة، وهو ما جعله يرفض المقارنة من الأساس.
القضية ليست “هل ظلم الشناوي؟” بل “هل المقارنة عادلة؟”
وفي نظر الغالبية: لا.
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)