أنا الخبر ـ متابعة 

عقب إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب توقيع مرسوم يهم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، يوم أمس الخميس، وهو القرار الذي لاقى ترحيبا دوليا كبيرا، طفت على السطع بعض التساؤلات تفيد ما إذا كانت هنالك إمكانية العدول على هذا القرار، سيما أن جو بايدن، الرئيس الأمريكي المنتخب سيخلف ترامب على كرسي الرئاسة في 20 يناير 2021.

وفي هذا الصدد، أوضح خالد الشيات، المحلل السياسي والأستاذ الجامعي أن الدستور الأمريكي يخول للرئيس مجموعة من الصلاحيات تتضمن مجموعة من القرارات بخصوص السياسة الخارجية للبلاد، وعلى أساسها يمكن للرئيس أن يغير أو يعدل أو يتراجع بموجب هذه القوانين عن اتفاقية أو مرسوم وقعه رئيس سابق.

لكن، يضيف المتحدث في تصريح لـ “آشكاين” أن الدستور الأمريكي يخول أيضا للكونغريس نفس الصلاحيات بشكليات أخرى أكثر تعقيدا، مبرزا أنه بالرغم من إعطاء الدستور للرئيس الأمريكي هذه الصلاحيات إلا أن القضايا وسياقها تختلف باختلاف مصالح أمريكا وأن سياستها الخارجية لا تتغير بتغير الرؤساء وتغير الحزب الحاكم بين الجمهوريين والدمقراطيين.

وشدد الشيات على أن قرار الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء لم يتخذه ترامب بمعزل عن الكونغريس، وهذا ما يؤكد أن السياسة الخارجية لا يتحكم فيها الرئيس ولو أن له بعض الصلاحيات الدستورية التي تخول له ذلك، مسترسلا “إذا أراد بايدن- وهذا أمر مستبعد للغاية- تغيير المرسوم الذي وقعه ترامب ستكون هناك العديد من التعقيدات”.

واستبعد أستاذ العلاقات الدولية أن يلغي بايدن المرسوم لما للولايات المتحدة الأمريكية من علاقات دبلوماسية قوية بين المغرب من جهة وبين إسرائيل من جهة ثانية، على اعتبار أن أمريكا تدعم إسرائيل وتشجع البلدان العربية على تطبيع العلاقات معها كما أنها رحبت بكل من الإمارات والبحرين والسودان.

وفي المقابل، يرى الشيات أنه إذا ما توجب على بايدن أن يلغيه أو يغيره هو ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني أو استعادة الدور الأمريكي في مجموعة من الاتفاقيات مثل اتفاقية باريس للمناخ أو ما يخص علاقة أمريكا بمنظمة الصحة العالمية التي عرفت توترات مع انتشار الجائحة.

وأكد الشيات أن التراجع عن هذا المرسوم سيمس بالدرجة الأولى مصالح أمريكا وحليفتها الرئيسية إسرائيل، وبالتالي فإن الأمر ليس بهذه السهولة ويتجاوز ماهو شخصي أو قناعة معينة للحزب الحاكم، مستطردا “الولايات المتحدة الأمريكية تقوم سياستها على منظومة المصالح”، وفق تعبيره.

ويذكر أن بيانا للديوان الملكي صدر أمس الخميس يفيد أن الملك محمد السادس أجرى اتصالا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وأخبره الأخير  بأنه أصدر مرسوما رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، يورد ذات البيان، أن  الولايات المتحدة قررت فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.