انقلاب غينيا بيساو لا يغير موقفها من مغربية الصحراء. المقال يوضح أن موقف بيساو داعم للمغرب ومتجذر، وليس مجرد قرار ظرفي. الاضطرابات السياسية في بيساو مستمرة، وتغيير الموقف يتطلب استقرارًا غائبًا. الجزائر ستحاول استغلال الحدث، لكن تأثيرها محدود. الدبلوماسية المغربية يقظة وتحافظ على العلاقات القوية، مما يضمن استقرار مسار قضية الصحراء. الثقة في الدبلوماسية المغربية قائمة.
سؤال مُلِح يتردد في أروقة منصات التواصل الاجتماعي منذ وقوع الانقلاب في غينيا بيساو: هل يهز هذا الزلزال السياسي موقف بيساو الداعم لمغربية الصحراء؟
وهو سؤال مشروع تماماً، يستحق قراءة متأنية بعيداً عن لغة التهويل التي تروج لها أطراف معينة. لنضع الأمور في سياقها الصحيح الذي يبعث على الاطمئنان، لا القلق.
قراءة هادئة لتاريخ بيساو المضطرب
من يتابع الشأن الإفريقي يعلم جيداً أن انقلاب غينيا بيساو ليس “صدمة مفاجئة”، بل هو حلقة جديدة في مسلسل طويل من الهشاشة السياسية التي تعيشها البلاد. بيساو، للأسف، تُعد نموذجاً للدول التي تتجاذبها صراعات الجيش والرئاسة وتضارب المصالح الأمنية. ما نراه اليوم هو استمرار لمسار الاضطراب، وليس حدثاً جذرياً يغير مسار دولة مستقرة.
العلاقة المغربية-البيساوية.. موقف لا يتبدل بـ”انقلاب”
هنا تكمن نقطة الثقة الأهم: موقف غينيا بيساو من قضية الصحراء المغربية لم يكن يوماً “موقفاً ظرفياً” يُباع ويُشترى. بل هو موقف متجذر ضمن رؤية متكاملة داخل المنظومة الإفريقية، تم تأكيده مراراً وعلى أعلى المستويات.
إن تغيير موقف كهذا يحتاج إلى استقرار مؤسساتي عميق ورؤية سياسية واضحة، وكلاهما غائب حالياً في بيساو. الموقف هو نتاج علاقة قوية، وليس مجرد قرار شخصي لرئيس يذهب ويأتي.
محاولات “النفخ” الجزائرية.. قدرة محدودة
من الطبيعي جداً أن نشاهد محاولات يائسة من الجارة الجزائر لاستغلال هذا الحدث. حقيبتها الدبلوماسية، كما يعلم الجميع، لا تكاد تخرج عن ملف واحد وهو ملف الصحراء المغربية. وسيسعون كالعادة للنفخ في الحدث لتصويره كـ”فرصة ذهبية” للتأثير على بيساو.
لكن التجارب المتراكمة أثبتت حقيقة واحدة: قدرة الجزائر على تغيير مواقف دول غرب إفريقيا محدودة جداً. تلك الدول، المرتبطة بعمق بالمغرب، لا تبيع مواقفها بصفقات عابرة. الدبلوماسية المغربية اليوم أصبحت أكثر نشاطاً، هدوءاً، وفعالية من أي وقت مضى، وهي تقف كحائط صد منيع أمام محاولات التسلل.
الخلاصة: مسار ثابت ودبلوماسية يقظة
الخلاصة واضحة كالشمس: مسار مغربية الصحراء مسار مستقر ومتقدم، وهو أكبر بكثير من أن تهزه اضطرابات دولة تعيش أصلًا حالة عدم استقرار مزمن.
الدبلوماسية المغربية لا تقف متفرجة، بل هي تتابع وتتحرك بحكمة للحفاظ على علاقاتها القوية مع الدول الصديقة، كما عودتنا في أصعب المنعطفات.
الرسالة واضحة للمواطن المغربي: الحدث في غينيا بيساو مهم للمتابعة، لكن تأثيره على قضيتنا الوطنية محدود للغاية. ثقتنا في دبلوماسيتنا، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في محلها.

التعاليق (0)