هل يكرر فوزي لقجع سيناريو الزاكي وخليلوزيتش مع الركراكي؟ وفي التفاصيل، تعيش الجماهير المغربية حالة من القلق والتوجس بشأن مستقبل المنتخب الوطني لكرة القدم تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، في ظل تراجع مستوى “أسود الأطلس” منذ الإقصاء من ثمن نهائي كأس إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار، وتحديدًا بعد الظهور الباهت في المباراتين الوديتين الأخيرتين أمام تونس وبنين على أرضية ملعب فاس الكبير.
أداء غير مقنع يشعل غضب الجماهير
أداء المنتخب المغربي خلال المعسكر الأخير لم يرقَ إلى تطلعات الشارع الرياضي المغربي، حيث عكست الوديتان، لا سيما أمام منتخب بنين، افتقار الفريق للانسجام والنجاعة الهجومية، ما خلف حالة من الاستياء والتذمر في أوساط الجماهير، التي أبدت تخوفها من دخول كأس أمم إفريقيا المقبلة بنفس النهج الباهت.
وقد تعالت الأصوات عبر مختلف المنصات تطالب بضرورة التغيير، بل وصل النقاش إلى حد طرح إمكانية الانفصال عن الركراكي وتعيين مدرب جديد قبل انطلاق المنافسات القارية أواخر العام الجاري.
جدل حول التوقيت وفعالية التغيير
بين مؤيد ومعارض، انقسمت آراء المتابعين للشأن الكروي الوطني. فبينما يرى البعض أن تغيير الجهاز التقني بات ضرورة ملحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويستدلون على غياب هوية واضحة للمنتخب تحت قيادة الركراكي، وضعف القدرة التكتيكية في مواجهة المنافسين، يرى آخرون أن أي تغيير في الوقت الراهن سيشكل مخاطرة غير محسوبة، خاصة مع اقتراب موعد كأس إفريقيا، وضيق الوقت لتحضير منتخب متماسك مع مدرب جديد.
فوزي لقجع تحت المجهر.. هل يكرر سيناريوهات الماضي؟
في خضم هذا النقاش، عاد الكثيرون لاستحضار مواقف مشابهة سبق أن اتخذها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في فترات حساسة من تاريخ المنتخب الوطني.
ففي عام 2015، نفى لقجع بشكل قاطع، من قصر المؤتمرات بالصخيرات، الأنباء التي تحدثت عن إقالة المدرب بادو الزاكي، وأكد تمسكه به، قبل أن يُعلن، في اليوم الموالي مباشرة، عن تعيين الفرنسي هيرفي رونار بديلاً له، في خطوة أثارت حينها الكثير من الجدل.
وتكرر السيناريو ذاته مع المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، حيث ظل لقجع يؤكد تمسكه به رغم الإقصاء أمام مصر في ربع نهائي “كان الكاميرون”، ورغم موجة الانتقادات التي طالته، قبل أن يُقيله قبل ثلاثة أشهر فقط من كأس العالم 2022، ويُعيّن وليد الركراكي مكانه، في خطوة أثمرت نتائج باهرة حينها بوصول المنتخب إلى نصف نهائي المونديال.
الركراكي على المحك.. هل يتحرك لقجع؟
اليوم، يجد الركراكي، نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وسط تصاعد الغضب الجماهيري، وتراجع الأداء العام للمنتخب. ورغم تأكيد مصادر مقربة من الجامعة أن فوزي لقجع لا ينوي حاليًا الإطاحة به، فإن التجارب السابقة تُثبت أن قرارات رئيس الجامعة قد تأتي في اللحظة الأخيرة، عندما يقتنع بأن التغيير أصبح ضرورة وطنية.
ويبقى السؤال المطروح في الشارع الرياضي المغربي: هل يتكرر السيناريو القديم؟ وهل يُفاجئ لقجع الجميع بتغيير جديد على رأس العارضة التقنية للمنتخب قبل انطلاق كأس إفريقيا؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
التعاليق (0)