يواصل المنتخب الوطني المغربي بقيادة المدرب وليد الركراكي تحضيراته المكثفة داخل مركز محمد السادس لكرة القدم، استعدادًا للمباراة الودية المرتقبة أمام منتخب تونس، يوم الجمعة المقبل، في إطار الاستعدادات الجارية لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستُقام نهاية السنة الجارية على أرض المملكة المغربية.
ورغم غياب عدد من الركائز الأساسية عن هذه المواجهة المرتقبة، مثل إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، ونايف أكرد مدافع ريال سوسيداد، إلا أن كتيبة “أسود الأطلس” ستشهد حضور أسماء وازنة، على رأسها النجم المتألق أشرف حكيمي، المتوج حديثًا بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة نادي باريس سان جيرمان، والذي انضم إلى المعسكر بمعنويات مرتفعة.
وليد الركراكي يفاجئ الحارس الشاب طه بنغوزيل بفرصة ثمينة
في خطوة لافتة، وجه المدرب وليد الركراكي الدعوة بشكل مفاجئ إلى الحارس الشاب طه بنغوزيل، البالغ من العمر 18 عامًا والحارس الحالي لنادي الفتح الرياضي، من أجل الانضمام إلى تدريبات المنتخب المغربي الأول، وذلك بهدف اكتساب الخبرة والاحتكاك مع الحارسين المخضرمين ياسين بونو (الهلال السعودي) ومنير المحمدي (نهضة بركان)، اللذين شكلا على مدى سنوات دعامة أساسية لعرين الأسود.
وكشف مصدر مقرب من الجهاز الفني للموقع الرياضي “winwin”، أن وليد الركراكي قرر منح الفرصة لبنغوزيل بعدما كان الأخير يتواجد ضمن معسكر المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة تحت إشراف المدرب محمد وهبي، حيث ارتأى مدرب المنتخب الأول ضمه مؤقتًا إلى تدريبات الكبار للاستئناس بالأجواء وتحفيزه على مواصلة العمل.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه المبادرة تأتي في إطار سياسة تشبيب المنتخب الوطني وإعداد الخلف، لا سيما وأن طه بنغوزيل لم يكن ضمن قائمة المنتخب المغربي خلال بطولة كأس إفريقيا للشباب الأخيرة التي أقيمت في مصر، وهو ما جعل دعوته إلى معسكر “الأسود” فرصة ذهبية لرفع معنوياته ومواصلة تطوير قدراته.
عقلية جديدة وتحضير استراتيجي للكان 2025
ويواصل الركراكي العمل بخطة مدروسة تهدف إلى تجديد دماء المنتخب الوطني، مع الحفاظ على التوازن بين الخبرة والطموح، وهو ما يتجلى في دعوته لعناصر من المنتخب المحلي والشباب، مثل أمين زحزوح نجم الجيش الملكي، الذي كان حاضراً في معسكر المنتخب المحلي بقيادة طارق السكتيوي، قبل أن يتم تصعيده لتدريبات المنتخب الأول.
ويُنظر إلى هذه الوديات التحضيرية، مثل مواجهة نسور قرطاج ومنتخب بنين، باعتبارها اختبارات حقيقية لتجريب التركيبة المثالية، وتحقيق الانسجام بين العناصر الجديدة والقديمة، في أفق دخول غمار الكان المقبل بطموحات كبيرة لاستعادة المجد القاري من قلب الدار المغربية.
نحو مستقبل مشرق بقيادة شابة وطموحة
تعكس اختيارات الركراكي وتوجهاته الفنية رغبة واضحة في بناء منتخب تنافسي على المدى المتوسط والطويل، قادر على مقارعة كبار القارة الإفريقية، مع التركيز على إعداد قاعدة قوية من اللاعبين الشباب الذين سيتولون حمل مشعل “أسود الأطلس” في المستقبل القريب.
ومع استمرار الاستعدادات بوتيرة عالية داخل مركز محمد السادس، والتركيز الكامل من الطاقم الفني واللاعبين، تبدو الأجواء إيجابية داخل معسكر المنتخب، في انتظار ما ستسفر عنه ودية تونس التي تعد من أبرز محطات التحضير لنهائيات الكان، التي يأمل المغاربة في أن يكونوا أبطالها على أرضهم.
التعاليق (0)