وهران تغرق في “الواقع”.. وإعلام “القوة الضاربة” يغرق في “المغرب”!

فيضانات وهران آراء فيضانات وهران

في الوقت الذي تصدح فيه أبواق النظام الجزائري ليل نهار بشعارات “القوة الضاربة” و”الريادة الإقليمية”، كشفت أولى زخات مطر حقيقية عن “عورة” البنية التحتية في ثاني أكبر حواضر البلاد.

“الباهية” وهران لا تغرق اليوم في مياه المطر فحسب، بل تغرق في فضيحة سياسية وأخلاقية تكشف الهوة السحيقة بين “بروباغندا” الشاشات ومرارة الواقع المرير.

المليارات المفقودة.. كرم للخارج وبخل على الداخل

من حق المواطن الجزائري البسيط، وهو يرى أزقة وهران تتحول إلى أنهار جارفة تبتلع الأرزاق والبيوت، أن يطرح السؤال الحارق: أين تذهب مليارات الغاز والبترول؟ بينما يمارس النظام “كرماً حاتمياً” مشبوهاً بمسح ديون أكثر من 18 دولة وتوزيع الهبات يميناً وشمالاً لشراء نفوذ وهمي، يُترك المواطن في وهران وتبسة وجيجل يواجه السيول بصدر عارٍ وبنية تحتية مهترئة لا تصمد أمام زخة مطر عابرة. إنها المفارقة الصادمة لدولة تنام على بحيرات من الثروات، وتستيقظ على مدن تغرق في شبر ماء.

إعلام “العالم الموازي”.. دموع التماسيح خلف الحدود

من المثير للسخرية والاشمئزاز في آن واحد، أن يتقمص الإعلام الرسمي الجزائري دور “المحلل الاستراتيجي” المتخصص في تشريح فيضانات المغرب، فيضخم الأحداث ويحلل الأسباب بعيون تملؤها الشماتة ودموع التماسيح (فيضانات آسفي نمودجا). لكن، وما إن يتعلق الأمر بمأساة وهران، حتى يصاب هذا الإعلام بـ “خرس مفاجئ” وغيبوبة اختيارية، وكأن الألم يصبح مهماً ومقدساً فقط إذا وقع خارج الحدود.

هذا السلوك يضعنا أمام أسئلة أخلاقية صعبة: هل حياة المواطن الجزائري وكرامته أقل قيمة من أن تُذكر في نشرات أخبار “قصر المرادية”؟ وهل وظيفة الإعلام هي حجب الحقيقة وتجميل القبح بينما الناس تستغيث تحت الأنقاض؟

سقوط الأقنعة.. الحقيقة التي لا تحجبها الغرابيل

ما يحدث في وهران اليوم ليس مجرد “كارثة طبيعية” أو قضاء وقدر، بل هو النتيجة الحتمية لنظام يقتات على المظاهر ويعيش في فقاعة البروباغندا. إنها الفضيحة التي أسقطت “أقنعة” القوة الضاربة في أول اختبار حقيقي مع الطبيعة.

عار على دولة تدعي “إنقاذ العالم” وتطمح لإعطاء الدروس للآخرين، وهي تعجز عن تصريف مياه الأمطار في شوارعها الرئيسية. الحقيقة المرة التي كشفتها أمطار وهران هي أن “القوة الضاربة” لم تكن سوى شعار من ورق، سقط مع أول قطرة غيث، ليترك خلفه شعباً يصارع الإهمال ونظاماً يداري خيبته بمهاجمة الجيران.

التعاليق (1)

اترك تعليقاً

    تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
  1. زائر -

    Ces