الركراكي يملك فريقاً قوياً، لكن الفوز بـ "الكان" يتجاوز قدراته. المقال يسلط الضوء على 4 عوائق رئيسية خارجة عن سيطرته: الأخطاء الفردية، غياب التوفيق، الإصابات المفاجئة، وقرارات الحكام. على الرغم من ذلك، يرى المقال أن المغرب يمتلك مقومات المنافسة بفضل الروح القتالية، قوة خط الوسط، والخبرة الدولية للاعبين. يدعو المقال إلى الدعم والثقة بالمدرب.
هل يمتلك وليد الركراكي المفتاح الذهبي ليُبقي كأس الأمم الإفريقية (CAN) في المغرب؟ هذا سؤال يتردد على ألسنة الجميع، والإجابة الصادقة تكمن في مكان أكثر تعقيداً من مجرد الثقة بالمدرب.
شخصياً، لا يساورني أدنى شك في أننا سنرى منتخباً مغربياً تنافسياً وشديد القوة في البطولة القادمة. لقد زرع الركراكي روحاً قتالية استثنائية، وبنى فريقاً يعرف كيف يلعب مباريات الكبار. لكن، بين كونك فريقاً قوياً وبين التتويج باللقب، تكمن تفاصيل دقيقة، بعضها لا يملك المدرب أي سلطة عليها.
الأهم الآن هو الدعم غير المشروط، وأن نؤمن بقدرتنا كفريق. لأن المدرب قد يقوم بكل شيء صحيح قبل المباراة، وفي النهاية، قد تنهار الخطط أمام عوامل قاهرة خارجة عن إرادته.
العوائق الأربعة التي تحسم مصير “الكان” بعيداً عن الركراكي
التتويج في القارة السمراء ليس نتاج عمل مدرب فحسب، بل هو حصيلة مزيج معقد من التخطيط والتنفيذ والحظ، بالإضافة إلى تجنب هذه الكوارث الأربع:
1. الأخطاء الفردية القاتلة: عندما يخرج اللاعب عن النص
المدرب يختار اللاعبين بناءً على الكفاءة، ويُدربهم على الانضباط التكتيكي، لكنه لا يستطيع التدخل في قرار اللاعب في جزء من الثانية. قد يُخيب أمل الركراكي لاعب أساسي بارتكاب هفوة ساذجة في مباراة إقصائية حاسمة؛ كتمريرة خاطئة تُهدى للخصم، أو خطأ متهور يتسبب في ركلة جزاء. هذه الأخطاء الفردية، وغير المتوقعة، هي غالباً من تُحدد مصير مباريات “الكان” المُغلقة.
2. غياب التوفيق: عندما ترفض الكرة دخول الشباك
هذا العامل لا يمكن شراؤه أو التدرب عليه. قد يسيطر المنتخب المغربي على الملعب طوال التسعين دقيقة، ويصنع خمس فرص محققة تضيع جميعها بين العارضة وتألق الحارس الخصم. وفي المقابل، يشن الخصم هجمة واحدة عشوائية، ليسجل منها هدف الفوز. المدرب يستطيع أن يُحسن الأداء الهجومي، لكنه لا يستطيع أن يضمن دخول الكرة للمرمى.
3. صدمة الإصابات: ضربة المراكز الحساسة في التوقيت الخاطئ
الإصابات جزء من اللعبة، لكن توقيتها وكثافتها قد تطيح بأكبر الآمال. إذا تعرض لاعبون أساسيون في مراكز حيوية ومحورية (كقلب الدفاع أو الارتكاز) لإصابات قبل أو أثناء البطولة، سيضطر الركراكي للدفع بعناصر أقل جاهزية أو انسجاماً. هذا يكسر استقرار الفريق ويقلل من عمق دكة البدلاء في اللحظة التي نحتاج فيها إلى كل العناصر المتاحة.
4. صافرة الحكم والضغط القاري: قوة القرار خارج الخطوط
رغم تطور التحكيم، تظل الأجواء المحيطة بمباريات “الكان” صعبة ومعقدة. قرار تحكيمي واحد مثير للجدل، سواء باحتساب ركلة جزاء غير واضحة، أو إلغاء هدف صحيح، أو طرد قاسٍ، يمكن أن يقلب موازين المباراة رأساً على عقب. هذا القرار هو قوة قاهرة تقع تماماً خارج نطاق سيطرة المدرب والجهاز الفني.
لماذا نتيقن أننا منتخب تنافسي؟
على الرغم من هذه التحديات، هناك إشارات واضحة بأننا نمتلك منتخباً قادراً على المنافسة حتى النهاية، وهي ما تمنحنا الثقة الأساسية في مشروع الركراكي:
- الشخصية والروح القتالية: أصبح المنتخب يمتلك هوية قوية وذهنية “القتال حتى آخر دقيقة” التي ترسخت منذ المونديال، وهي ضرورية لعبور الأدوار الإقصائية.
- العمق في خط الوسط: خط الوسط يمثل حالياً القطاع الأقل قلقاً والأكثر مرونة، حيث تتوفر خيارات قوية ذات خبرة وكفاءة عالية كتواجد أمرابط وأوناحي، مما يضمن القدرة على السيطرة في مباريات النسق المرتفع.
- الخبرة الدولية: أغلب اللاعبين الأساسيين أصبحوا يمتلكون خبرة كبيرة في البطولات الكبرى والمباريات النهائية مع أنديتهم ومنتخبهم، وهذه الخبرة هي ما تحسم المواقف الصعبة.
صحيح أن هناك نقاطاً لم تتحسن بعد للأسف، ولكن الأهم أننا نملك الآن مشروعاً كروياً يمكن أن يصل بنا إلى النهائي.
فلنتكاتف بالدعم والثقة، ولنترك الركراكي يركز على ما يمكنه السيطرة عليه، متمنين أن يقف التوفيق والحظ إلى جانبنا لنتجاوز العوائق الأربعة، ونحقق الحلم القاري المنتظر.

التعاليق (0)