يوم عيد الأضحى.. تصاعد التوتر على الحدود الشرقية إثر تسلل “حراكة” جزائريين

في مشهد مأساوي وقع يوم أمس السبت، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى، أقدم ثلاثة شبان جزائريين على محاولة العودة إلى وطنهم سباحةً من شاطئ السعيدية المغربي، بعد أن تكسرت أحلامهم في الوصول إلى أوروبا.

الشبان، الذين فرّوا من الجزائر عبر المغرب، اختاروا هذا الطريق الخطير هربًا من واقعهم المعيشي الصعب، على أمل الوصول إلى الضفة الأوروبية، لكن محاولاتهم المتكررة باءت بالفشل، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار محفوف بالمخاطر: العودة سباحةً إلى الجزائر.

تفاصيل محاولة العودة عبر البحر يوم عيد الأضحى

بحسب معطيات، فإن الشبان الثلاثة انطلقوا من منطقة صخرية قرب الحدود المغربية الجزائرية في شاطئ السعيدية، في محاولة للسباحة نحو المياه الجزائرية.

لاحقهم أحد السباحين المنقذين الذي استفسرهم عن هويتهم، فأكدوا له أنهم جزائريون قدموا إلى المغرب بنية الهجرة إلى إسبانيا، وتحديدًا عبر السباحة من مدينة الفنيدق نحو سبتة المحتلة.

وأوضحوا أنهم حاولوا التسلل ثلاث مرات من الفنيدق، إلا أن السلطات المغربية ألقت القبض عليهم في كل مرة، ما دفعهم إلى التخلي عن حلمهم الأوروبي واتخاذ قرار العودة إلى وطنهم بحرًا.

تدخل عاجل لتفادي التصعيد الحدودي

مع اقترابهم من النقطة الحدودية البحرية، تدخلت عناصر الوقاية المدنية المغربية بسرعة مستخدمة دراجة مائية (جيتسكي) لإرجاع السباح المنقذ إلى الشاطئ، خوفًا من وقوعه ضحية رصاص حرس الحدود الجزائري.

وبالفعل، عند وصول الشبان إلى المنطقة الحدودية، أشهر أحد الجنود الجزائريين سلاحه معتقدًا أنهم مغاربة يحاولون التسلل إلى الجزائر. غير أن تدخل جندي مغربي هدّأ الموقف، موضحًا أن الشبان جزائريون يرغبون في العودة إلى وطنهم.

عقب ذلك، أبلغ الجندي الجزائري قيادته، لتصل البحرية الجزائرية إلى الموقع وتقوم بنقل الشبان الثلاثة من المنطقة الحدودية.

قصة تعكس أزمة أجيال كاملة

تُجسّد هذه الحادثة واحدة من آلاف القصص التي تعكس حجم الإحباط واليأس الذي يعيشه العديد من الشباب الجزائري، في ظل غياب الأفق وانسداد فرص المستقبل، لدرجة تجعل العودة إلى الوطن سباحة، رغم كل المخاطر، خيارًا أهون من الاستمرار في تيه اللجوء والفشل.