تسارعت تحوّلات سوق العمل العالمي تحت تأثير الذكاء الاصطناعي، مع اتجاه متزايد نحو تقليص الأدوار البشرية لصالح الأتمتة والروبوتات. ففي أحدث تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “أوكادو”، تم تنفيذ طلبات البقالة بفضل الذكاء الاصطناعي خلال 10 دقائق فقط، مقارنة بـ25 دقيقة عام 2012، مما أدى إلى الاستغناء عن 500 وظيفة خلال هذا العام وحده.
هذا التطور يعكس القلق المتنامي من تداعيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم مساهمته في تعزيز الإنتاجية. تقارير حديثة كشفت أن مؤسسات مثل IBM وDuolingo سرّحت مئات الموظفين، بينما توقعت شركات أخرى اختفاء نصف الوظائف المكتبية خلال خمس سنوات.
في المقابل، يشير خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف فقط، بل يُعيد تشكيلها. شركات مثل “شرودرز” و”موديرنا” تبنت الذكاء الاصطناعي لدعم الموظفين وليس لاستبدالهم، فيما أظهرت بيانات “لينكدإن” نموًا في وظائف مثل مهندسي الذكاء الاصطناعي ورؤساء الذكاء الاصطناعي.
وتشير التقارير إلى تفاوت في قدرة الشركات على التكيف؛ فبينما تتقدّم شركات التكنولوجيا بسرعة، ما زالت مؤسسات تقليدية تواجه تحديات في الحوكمة وحماية البيانات.
وفي ظل هذا التغيير المتسارع، يتجه الموظفون نحو تعزيز المهارات البشرية غير القابلة للاستبدال، ما يبرز بداية حقبة جديدة تتطلب التكيف والمرونة، لا سيما في القطاعات المعرضة بشدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
التعاليق (0)