الجزائر تُصدر مرتزقة “البوليساريو” إلى تونس لدعم نظام قيس سعيد!

الجزائر تُصدر مرتزقة "البوليساريو" مختارات الجزائر تُصدر مرتزقة "البوليساريو"

الجزائر تُصدر مرتزقة “البوليساريو” إلى تونس لدعم نظام قيس سعيد! وفي التفاصيل، في خطوة تعكس مدى الارتباك السياسي والعزلة الإقليمية التي يعيشها النظام الجزائري، كشفت مصادر إعلامية إفريقية ودولية عن تحرك مثير للجدل أقدم عليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس أركانه سعيد شنقريحة، تمثل في إرسال عناصر من جبهة “البوليساريو” إلى تونس، بهدف دعم الرئيس التونسي قيس سعيد في ظل أزمة داخلية متفاقمة واحتجاجات شعبية متزايدة ضد أسلوب حكمه.

هذا التحرك، الذي تم وفقًا لما أورده تقرير لوكالة “أفريقيا” الإخبارية، جاء عقب اتصال مباشر جرى بين تبون وقيس سعيد بمناسبة عيد الأضحى، حيث طلبت الجزائر من تونس استقبال قيادات من الجبهة الانفصالية المقيمة في مخيمات تندوف، مقابل دعم مباشر للنظام التونسي الذي يواجه عزلة سياسية داخلية وخارجية غير مسبوقة. وتؤشر هذه الخطوة إلى تخلي تونس فعليًا عن حيادها المعلن في قضية الصحراء المغربية، وتبنيها للموقف الجزائري بشكل رسمي، مما يثير مخاوف من انعكاسات إقليمية سلبية لهذا الانحراف الدبلوماسي.

ويأتي هذا التدخل في إطار نمط متكرر من السلوك الجزائري في توظيف “البوليساريو” لأهداف تتجاوز نزاع الصحراء، حيث سبق وأن أشارت تقارير دولية إلى تورط مقاتلي الجبهة في دعم نظام العقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا، ومساندة نظام بشار الأسد في سوريا، بما يعكس سياسة واضحة يتبعها النظام الجزائري في تصدير عناصر الجبهة إلى ساحات التوتر، خدمة لمصالح ضيقة على حساب استقرار المنطقة.

ويُقرأ هذا التحرك في سياق أوسع لتراجع النفوذ الجزائري على الساحة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل، التي بدأت العديد من دولها في إعادة رسم خريطة تحالفاتها بعيدًا عن التأثير الجزائري، بعد إدراكها لطبيعة الأجندات التي يخدمها. وفي محاولته اليائسة لاستعادة نفوذه المتآكل، عمد النظام الجزائري إلى فتح قنوات تنسيق عسكرية مع روسيا، تحديدًا مع مجموعة “فاغنر” المثيرة للجدل، حيث تم تعيين الجنرال الروسي سيرغي سوروفكين، القائد السابق للمجموعة، كمستشار عسكري أول في الجزائر.

ويبدو أن هذه الخطوة تتجاوز مجرد التعاون العسكري التقليدي، لتصل إلى دعم النظام الجزائري داخليًا وتأمين أدواته الأمنية خارجيًا، في ظل سياسة تعتمد على الميليشيات والانفصاليين كأوراق ضغط ونفوذ. ولعل استقبال الجزائر في نونبر الماضي لوفد عسكري روسي رفيع يضم نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين وسوروفكين، واجتماعهما مع شنقريحة، يؤكد الاتجاه نحو تحالفات استراتيجية جديدة تعكس عمق الأزمة السياسية والدبلوماسية التي تعيشها الجزائر.

وفي مقابل هذه التحركات، يعيش الشارع التونسي حالة من الغليان، حيث تتعاظم موجات الرفض الشعبي لسياسات الرئيس قيس سعيد، التي توصف بأنها فردية وقمعية، فيما يرى مراقبون أن قبول تونس بمثل هذا الدعم الجزائري المبني على تجنيد ميليشيات انفصالية، لا يخدم سوى مصلحة أنظمة غير ديمقراطية، وقد يعمّق من أزمتها السياسية والاقتصادية ويزيد من هوة الثقة بين السلطة والمجتمع المدني.

ويعتبر تورط الجزائر في دعم نظام يعاني من فقدان الشرعية الشعبية في تونس تطورًا خطيرًا، لا على مستوى العلاقات الثنائية بين دول الجوار فقط، بل على مستوى الالتزام بالقيم والمبادئ المشتركة في المنطقة، وعلى رأسها احترام إرادة الشعوب وحقها في العيش تحت أنظمة مدنية حقيقية. إن تصدير “البوليساريو” إلى ساحات التوتر الإقليمي ليس سوى دليل آخر على عجز النظام الجزائري عن مواجهة أزماته داخليًا، ولجوئه إلى تصديرها قسرًا إلى الخارج كوسيلة للبقاء السياسي، في تحدٍ صارخ لمبادئ الاستقرار والتعايش السلمي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً