وليد الركراكي أمام قرارات حاسمة لتشكيلة “الكان”

وليد الركراكي رياضة وليد الركراكي

مع اقتراب نهائيات كأس أمم إفريقيا، يواجه الناخب الوطني وليد الركراكي تحديًا كبيرًا في حسم اختياراته النهائية لتشكيلة المنتخب المغربي، وسط مفاضلة دقيقة بين عنصر الخبرة والتجربة وجيل جديد من المواهب الشابة التي تفرض نفسها بقوة.

معضلة الإصابات ومصير النجوم

العديد من الأسماء المجربة التي كانت تشكل العمود الفقري لـ “أسود الأطلس” تمر بفترات صعبة، وهو ما يضع علامات استفهام حول جاهزيتها البدنية والنفسية لخوض غمار البطولة القارية.
فالمدافع غانم سايس لا يزال في طور التعافي من إصابة قوية أبعدته عن المشاركة مع فريقه السد القطري في المراحل الحاسمة من الموسم.
أما نايف أكرد، فقد تأثر بإصابات متكررة، وغيابه عن ناديه الإسباني ريال سوسيداد، زاد من الغموض حول مستقبله، خصوصًا بعد تضاؤل فرصه مع وست هام يونايتد الإنجليزي.

من جانبه، يعيش حكيم زياش وضعًا غير مستقر، بعدما فسخ عقده مع الدحيل القطري، في وقت يسعى فيه للعثور على تحدٍ جديد يعيد له بريقه المفقود. ويبدو مستقبل عز الدين أوناحي هو الآخر غامضًا، بعد انتهاء فترة إعارته من أولمبيك مارسيليا إلى باناثينايكوس اليوناني، دون وضوح بشأن وجهته القادمة.

غيابات متكررة تفتح الباب للشباب

غياب عدد من اللاعبين عن المعسكرات الماضية، مثل سليم أملاح، وزكرياء أبو خلال، وأمين حارث، وسفيان بوفال، وأمين عدلي، وسفيان ديوب، يفتح المجال أمام أسماء شابة طموحة، خصوصًا بعد الأداء اللافت لمنتخبات الفئات السنية.

فقد أثبتت بطولات “الكان” للفئات الصغرى التي أقيمت في المغرب نجاح النهج القائم على الاعتماد على جيل جديد من اللاعبين، إذ توّج المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بلقب كأس إفريقيا 2023، فيما فاز منتخب أقل من 17 سنة بالنسخة الأخيرة، ليؤهله ذلك إلى المشاركة في مونديال قطر المقبل.

تغييرات مرتقبة في لائحة شتنبر

من المرتقب أن يُدخل وليد الركراكي تعديلات جوهرية على قائمة المنتخب الوطني خلال معسكر شهر شتنبر المقبل، مقارنة باللائحة التي خاضت معسكر يونيو الماضي، في ظل توجه الطاقم التقني لحسم اللائحة النهائية للبطولة الإفريقية المقبلة.

وسيتم، على الأرجح، تعزيز التركيبة البشرية بـعناصر شابة جديدة تألقت مع انطلاق الموسم الكروي، وأبدت رغبتها في تمثيل المغرب، خاصة من بين أصحاب الجنسيات المزدوجة الذين أظهروا استعدادًا لحمل القميص الوطني.

بين الحسم والتوازن

يبقى التحدي الأكبر أمام وليد الركراكي هو تحقيق توازن بين لاعبين مجربين يمكنهم تقديم الخبرة المطلوبة في البطولات الكبرى، وشباب متحمس يمتلك الطاقة والطموح والرغبة في إثبات الذات.

وفي ظل التحولات التي تعرفها الكرة المغربية، والإرث الذي صنعته منتخبات الفئات السنية، قد يكون الرهان على الشباب هو الخيار الأكثر منطقية، خاصة في ظل تراجع جاهزية بعض الأسماء المخضرمة، وغموض مستقبلها الرياضي.

الركراكي أمام مفترق طرق… والتاريخ يُكتب بجرأة القرار.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً