عمر هلال يرد بقوة على وزير الخارجية الجزائري: الصحراء قضية حسمها الواقع والدبلوماسية

عمر هلال وأحمد عطاف مختارات عمر هلال وأحمد عطاف

قدّم عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، خطاباً قوياً في نيويورك رداً على تصريحات وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي جدد وصف بلاده بـ”الدولة الجارة” في ملف الصحراء. هلال شدد على أن الجزائر ليست مجرد طرف خارجي، بل طرف مباشر ومحوري في النزاع، بحكم دعمها السياسي والمالي والعسكري لجبهة البوليساريو.

استحضار للتاريخ والشرعية الدولية

أوضح عمر هلال أن المغرب بادر منذ استقلاله عام 1956 بإدراج قضية الصحراء في الأمم المتحدة، مؤكداً أن اتفاقيات مدريد لسنة 1975 أنهت الوجود الاستعماري الإسباني، وهو ما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً. واستعرض السفير المغربي المسار التاريخي للنزاع، مبرزاً أن كل القرارات الدولية تكرّس الطابع السياسي للحل، بعيداً عن الأطروحات الانفصالية.

تنمية واقعية في الأقاليم الجنوبية

انتقل هلال للحديث عن الواقع الميداني في الصحراء، مشيراً إلى المشاريع الكبرى التي أنجزها المغرب، من جامعات ومستشفيات ومناطق صناعية، إلى ميناء الأطلسي الجديد، فضلاً عن أكبر جسر في إفريقيا. هذه الإنجازات، بحسبه، تؤكد أن الأقاليم الجنوبية لم تعد موضوع نزاع سياسي فقط، بل فضاءً للتنمية والاستقرار.

دعم دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي

أكد السفير المغربي أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تحظى بدعم صريح من أكثر من 120 دولة، إضافة إلى فتح نحو 30 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة، ما يعكس اعترافاً عملياً بمغربية الصحراء. في المقابل، أشار إلى العزلة المتزايدة التي يعيشها مقترح الانفصال على الساحة الدولية.

استحضار خطاب الملك محمد السادس

استشهد عمر هلال بكلمة جلالة الملك محمد السادس التي أكدت التزام المغرب بإيجاد حل سياسي توافقي “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يضمن كرامة جميع الأطراف ويؤسس لسلام دائم في المنطقة. وشدد على أن الدبلوماسية المغربية مبنية على الحزم والاتزان والشرعية الدولية، بعيداً عن الشعارات أو المواقف الظرفية.


قراءة تحليلية: ما وراء خطاب هلال

خطاب عمر هلال حمل أكثر من رسالة. فهو من جهة ذكّر بالشرعية التاريخية والقانونية للمغرب في الصحراء، ومن جهة ثانية قدّم صورة ملموسة عن التحولات الاقتصادية والتنموية التي تجعل من الأقاليم الجنوبية نموذجاً للاستقرار. كما أبان عن تحول في أسلوب الدبلوماسية المغربية التي لم تعد تكتفي بالرد، بل تضع أمام المجتمع الدولي وقائع ملموسة مدعومة بالأرقام والمشاريع.

في المقابل، يظهر أن الرهان الجزائري على خطاب “الجار المحايد” لم يعد يجد صدى كبيراً في المنتديات الدولية، خاصة أمام المؤشرات المتزايدة على الاعتراف الدولي المتصاعد بالحكم الذاتي. ومن ثَمّ، يمكن القول إن معركة الصحراء اليوم لم تعد تدار فقط في أروقة الأمم المتحدة، بل أيضاً على أرض الواقع عبر التنمية والاستثمارات والاعترافات الرسمية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً