في خطوة وصفت بأنها تحول جذري في طريقة إدارة الحدود الأوروبية، يبدأ الاتحاد الأوروبي، ابتداءً من 12 أكتوبر 2025، العمل بنظام الدخول والخروج الأوروبي (EES)، وهو نظام رقمي حديث يعتمد على البيانات البيومترية والتقنيات الذكية لتعزيز أمن الحدود وضمان تتبع أدق لحركة المسافرين من خارج الاتحاد.
ويهدف هذا النظام الجديد، وفق بلاغ صادر عن المفوضية الأوروبية، إلى الاستغناء التدريجي عن الأختام اليدوية في جوازات السفر التي كانت تُستخدم منذ عقود، واستبدالها بوسائل رقمية متقدمة تُمكّن من تبادل فوري للمعلومات بين جميع دول منطقة شنغن.
🔹 ما هو نظام الدخول والخروج الأوروبي؟
يُعدّ هذا النظام جزءًا من التحول الرقمي الأوروبي في مجال الأمن والهجرة. إذ سيقوم بجمع وتخزين معلومات دقيقة عن كل عملية دخول أو خروج أو رفض دخول لمواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عند عبور حدود منطقة شنغن.
ويتضمن ذلك تسجيل رقم جواز السفر، وبصمات الأصابع، وصورة رقمية للوجه، تُدمج تلقائيًا في قاعدة بيانات أوروبية موحدة.
🔹 من سيشملهم النظام؟
سيُطبّق النظام على جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، سواء كانوا قادمين لأغراض السياحة، أو الدراسة، أو العمل، أو حتى الترانزيت.
غير أن قبرص وإيرلندا لن تكونا مشمولتين في هذه المرحلة الأولى، نظرا لخصوصية وضعيتهما داخل الاتحاد الأوروبي.
🔹 كيف سيؤثر على المسافرين؟
عمليًا، سيلاحظ المسافرون تغييرات واضحة عند نقاط العبور الجوية والبرية والبحرية، إذ سيتعين عليهم:
- تسجيل بياناتهم البيومترية (البصمة والصورة) في أول دخول لهم إلى الاتحاد.
- إدخال رقم جواز السفر عبر أجهزة إلكترونية أو بمساعدة موظفي الحدود.
- بعد التسجيل الأول، ستكون عمليات العبور التالية أسرع بفضل التعرف الآلي على البيانات.
كما يتيح النظام الجديد للسلطات الأوروبية تحديد تواريخ الدخول والخروج بدقة متناهية، مما يساعد في كشف حالات تجاوز مدة الإقامة القانونية (90 يوما خلال فترة 180 يوما)، وكذلك منع الدخول غير المصرح به.
🔹 هدف أمني وتنظيمي في آن واحد
يرى الاتحاد الأوروبي أن هذا النظام يمثل نقلة نوعية في أمن الحدود ومكافحة الهجرة غير النظامية، إذ سيسمح بتتبع تحركات المسافرين بشكل أكثر شفافية وفعالية.
كما سيُسهم في تسريع إجراءات الدخول والخروج في المستقبل بفضل الأتمتة، وتوفير قاعدة بيانات مركزية يمكن الرجوع إليها في حالات التحقق الأمني أو فقدان الوثائق.
🔹 هل سيؤثر على تأشيرات شنغن؟
النظام لا يغيّر شروط الحصول على تأشيرة شنغن، لكنه سيجعل تتبع حامليها أكثر دقة. فعلى سبيل المثال، سيصبح من السهل رصد الأشخاص الذين تجاوزوا فترة الإقامة المسموح بها، ما قد يؤثر مستقبلاً على احتمال تجديد التأشيرة أو الحصول على تأشيرة جديدة.
🔹 مرحلة انتقالية وتحديات تقنية
ورغم جاهزية النظام من الناحية التقنية، يتوقع أن تواجه بعض الدول الأعضاء تحديات تشغيلية مؤقتة، خصوصًا في المطارات والموانئ المزدحمة، حيث ستحتاج الأجهزة البيومترية إلى وقت إضافي عند الاستخدام الأول.
في المجمل، يمثل نظام الدخول والخروج الأوروبي خطوة استراتيجية نحو رقمنة الحدود وتعزيز أمن الاتحاد الأوروبي، لكنه في المقابل سيُطالب المسافرين بمزيد من الصبر في البداية، حتى يعتاد الجميع على الآليات الجديدة.
- 🔸 تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (1)
هل من شرح تام، كامل وكافي للذهاب إلى بلد أوروبي؟.
هل ألغيت الفيزا التي تلصق في الجواز؟