أثار الرئيس الجزائري تبون جدلاً بتصريح غامض عن دولة خليجية، يُعتقد أنها الإمارات، بسبب دعمها لمغربية الصحراء واتفاقيات إبراهام. المقال يسلط الضوء على توتر العلاقات بين البلدين، وتبادل الاتهامات، مع تحذير من تصاعد التوتر وتهديد التعاون. المحللون يرون أن الخلاف قد يستمر، مع دعوة للدبلوماسية العربية للتهدئة.
أثار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء الجمعة 10 أكتوبر 2025 أثناء لقائه بقيادات عسكرية، موجة واسعة من الجدل والتكهنات بعد تصريحه المثير الذي قال فيه:
“دول الخليج دول شقيقة ما عدا دولة وحدة ما نذكرهاش… المشاكل عندي مع اللي بيجي يخرب لي في بيتي لأسباب مشبوهة، حبو يتدخلوا في أمور دول عظمى ما دخلتش فيها.”
تصريح الرئيس الجزائري، الذي جاء غامضًا في تحديد الدولة المقصودة، اعتبره مراقبون سياسيون “رسالة مبطّنة” موجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة في ظل التوتر المستمر بين الجزائر وأبوظبي خلال السنوات الأخيرة.
تصريح الرئيس الجزائري
خلفيات الخلاف بين الجزائر والإمارات
ترى الكاتبة والصحفية وجدان بوعبد الله، في مقالها المنشور بموقع البيت الخليجي للدراسات والنشر، أن العلاقات الجزائرية الإماراتية كانت “متينة وراسخة” خلال عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي ربطته علاقات شخصية وثيقة مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ عمل بوتفليقة في الثمانينيات مستشارًا للشيخ زايد قبل توليه الرئاسة.
غير أن تلك العلاقات بدأت تعرف مسارًا تصادميًا منذ وصول عبد المجيد تبون إلى الحكم سنة 2019، وذلك بسبب موقف الإمارات الداعم لمغربية الصحراء وقرارها افتتاح قنصلية في مدينة العيون، وهو ما تعتبره الجزائر “انحيازًا” للموقف المغربي.
كما ساهمت اتفاقيات إبراهام بين الإمارات وإسرائيل، في تعميق الفجوة بين البلدين. الجزائر رأت في هذا التقارب “تهديدًا لموقفها من القضية الفلسطينية”، في حين تعتبر أبوظبي أن توجهاتها الإقليمية تستند إلى المصالح الاستراتيجية والاستقرار الإقليمي. تقول الكاتبة.
تصعيد دبلوماسي وتبادل اتهامات
بلغ التوتر بين البلدين مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الثلاث الماضية:
- نوفمبر 2024: أصدر وزير النقل الجزائري تحذيرًا لمسؤولي الدولة من المرور عبر المطارات الإماراتية.
- ديسمبر 2023: نشرت صحيفة الخبر الجزائرية تقريرًا تحت عنوان “الشر القادم من الإمارات إلى الجزائر والسودان”، ووصفت السفير الإماراتي بأنه “شخص غير مرغوب فيه”.
- أبريل 2024: أطلق تبون اتهامًا مبطنًا لدولة عربية – يُعتقد أنها الإمارات – بأنها “توظف أموالها في بؤر التوتر بالعالم”.
- يونيو 2024: رغم اللقاء الودي القصير بين تبون ومحمد بن زايد على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا، إلا أن ذلك اللقاء لم ينجح في إذابة الجليد.
كما تتهم الجزائر أبوظبي بتمويل حملات إعلامية معادية لها، وبـ”تمكين المغرب من أدوات تجسس إلكترونية”، وهي اتهامات لم تقدَّم بشأنها أي أدلة ملموسة.
تحليل وتداعيات محتملة
يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة ليست سوى انعكاس لحالة الارتباك التي يعيشها النظام الجزائري في تعاطيه مع التحولات الإقليمية، خصوصًا بعد أن وجدت الجزائر نفسها معزولة دبلوماسيًا داخل الفضاء العربي، في مقابل تحالف متين يربط المغرب والإمارات والسعودية.
استمرار الحملة الإعلامية الجزائرية ضد أبوظبي قد يؤدي إلى تعميق القطيعة السياسية، ويهدد بتقويض فرص التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، في وقتٍ تتطلب فيه التحديات الإقليمية – مثل الأزمة في الساحل الأفريقي – تنسيقًا عربيًا أوسع.
كما يرى محللون أن موقف الإمارات الداعم للوحدة الترابية للمغرب بات خطًا أحمر في سياستها الخارجية، ولن تتراجع عنه رغم محاولات الجزائر الضغط عبر المنابر الإعلامية أو الدبلوماسية.
وتؤكد تصريحات تبون الأخيرة أن العلاقات الجزائرية الإماراتية تمر بمرحلة حرجة، عنوانها التصعيد والاتهامات المتبادلة. لكن المراقبين لا يستبعدون أن تجد الدبلوماسية العربية، إذا ما توفرت الإرادة السياسية، طريقًا نحو التهدئة، خاصة في ظل الحاجة الماسّة لتوحيد المواقف تجاه الملفات الإقليمية الحساسة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.
التعاليق (0)