الجزائر تفشل في إقناع روسيا باستخدام الفيتو ضد قرار أمريكي يدعم مغربية الصحراء، مما يمثل ضربة دبلوماسية للجزائر قبل تصويت حاسم في مجلس الأمن. المغرب يحظى بدعم دولي واسع، بما في ذلك بريطانيا. روسيا ترفض التدخل، مفضلة الحياد والتركيز على مصالحها. المقال يبرز انتصارات المغرب الدبلوماسية ويعتبر أن الصحراء مغربية.
قبل أيام قليلة من التصويت المرتقب في مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية، حاول النظام الجزائري القيام بمناورة أخيرة عبر الضغط على روسيا لاستعمال حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي الداعم لوحدة أراضي المملكة المغربية.
غير أن هذه المحاولة باءت بالفشل الذريع، بعدما أكدت موسكو تمسكها بموقفها التاريخي الرافض لاستخدام الفيتو في هذا الملف، لتخسر الجزائر واحدة من آخر أوراقها في صراعها الدبلوماسي مع المغرب.
مجلس الأمن يستعد لجلسة تاريخية حول الصحراء المغربية
تُجمع المصادر الدبلوماسية على أن جلسة مجلس الأمن المقبلة ستكون منعطفًا حاسمًا في مسار النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
فبعد سلسلة مشاورات قادها المغرب مع حلفائه في واشنطن ولندن وباريس، أصبح مشروع القرار الأمريكي يحظى بدعم واسع من القوى الكبرى داخل المجلس.
في المقابل، كشفت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف حاول الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد لقائه نائب وزير الخارجية البريطاني الذي أكد له بوضوح:
“المملكة المتحدة تؤيد مغربية الصحراء”.
ومع هذا الموقف البريطاني الصريح، هرع عطاف نحو موسكو في محاولة يائسة لإقناعها بعرقلة القرار، غير أن روسيا رفضت الاستجابة، لتتأكد عزلة الجزائر على الساحة الدولية.

حركة شطرنج مغربية تحسم الموقف داخل مجلس الأمن
يرى دبلوماسيون في نيويورك أن ما جرى في الكواليس يشبه حركة شطرنج خاطفة أنهت اللعبة لصالح المغرب.
فروسيا، رغم علاقاتها التاريخية بالجزائر، فضلت الحياد الذكي، متمسكة بعدم التدخل في قضية تعتبرها “إقليمية بين المغرب والجزائر”.
ويأتي ذلك في سياق إخراج الملف من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة وتحويله إلى نقاش سياسي إقليمي، يركّز على مسؤولية الجزائر عن تمويل ودعم ميليشيا البوليساريو التي تُهدد الاستقرار في المنطقة المغاربية.
تحليل جيوسياسي: لماذا رفضت روسيا مساندة الجزائر؟
يُجمع محللون في العلاقات الدولية على أن موقف روسيا الرافض للفيتو يُترجم رؤية براغماتية جديدة في السياسة الخارجية الروسية.
فبعد الحرب في أوكرانيا، لم تعد موسكو ترغب في فتح جبهة صدام دبلوماسي مع واشنطن أو باريس من أجل ملف لا يمثل أولوية استراتيجية لها.
إضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا أن المغرب أصبح شريكًا موثوقًا في إفريقيا، بفضل دوره المحوري في محاربة الإرهاب وضمان الأمن الغذائي والاستقرار السياسي في المنطقة.
في المقابل، يُنظر إلى الجزائر باعتبارها دولة عدائية وغير مستقرة سياسيًا، تُموّل جماعات مسلحة وتتبنى خطابًا إيديولوجيًا متجاوزًا.
هذه القراءة جعلت الكرملين يدرك أن الرهان على الجزائر خاسر، بينما يمثل الانفتاح على المغرب خيارًا أكثر واقعية واستقرارًا في النظام الدولي الجديد.
المغرب يعزل الجزائر دبلوماسيًا بخطة ملكية هادئة
نجح المغرب خلال السنوات الأخيرة في إعادة رسم خريطة التحالفات الدولية حول ملف الصحراء المغربية، بفضل رؤية دبلوماسية استراتيجية يقودها جلالة الملك محمد السادس.
من واشنطن إلى مدريد، مرورا بلندن وباريس، تتوحد المواقف حول دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربي باعتبارها الحل الواقعي الوحيد.
كما أن المشاريع التنموية الكبرى في الأقاليم الجنوبية وفي قلب الصحراء المغربية، عززت مكانة المغرب كـ نموذج للاستقرار والتقدم في إفريقيا، في وقت تُواجه فيه الجزائر عزلة غير مسبوقة على المستوى الإقليمي والدولي.
ما بعد القرار الأمريكي: مكاسب المغرب والسيناريوهات المقبلة
يرى خبراء أن إقرار مشروع القرار الأمريكي سيكون تتويجًا لمسار طويل من الانتصارات الدبلوماسية المغربية.
ومن أبرز المكاسب المنتظرة:
- ترسيخ الاعتراف الدولي بالصحراء المغربية وإغلاق الباب أمام الطروحات الانفصالية.
- تراجع مهام بعثة المينورسو لصالح تسوية سياسية واقعية يقودها المغرب.
- تحميل الجزائر مسؤولية استمرار النزاع ودعمها للانفصاليين.
- انفتاح استثماري واسع في مدن الصحراء المغربية (العيون والداخلة) بدعم من مؤسسات مالية دولية.
هذه المعطيات تؤكد أن المغرب يتجه نحو مرحلة جديدة من القوة الإقليمية، ترتكز على الشرعية، التنمية، والاستقرار.
الصحراء مغربية… والنصر الدبلوماسي محسوم
في ضوء كل هذه التطورات، يمكن القول إن الجزائر فقدت آخر أوراقها داخل مجلس الأمن، بينما خرج المغرب منتصرًا بفضل دبلوماسيته المتوازنة ورؤيته الواضحة.
إنها نهاية اللعبة كما وصفها دبلوماسي غربي: حركة شطرنج مغربية بارعة حسمت الموقف في قلب الأمم المتحدة، وأكدت أن الصحراء كانت وستبقى مغربية إلى الأبد.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)