“البوليساريو” ترفع “الراية البيضاء”: بيان الانكسار يعترف بانتهاء صلاحية الوهم

زعيم البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي مختارات زعيم البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي

بيان "البوليساريو" الأخير إعلان انكسار يعترف بانتهاء الوهم. الجبهة تتراجع عن خطاب "الكفاح المسلح" و"تقرير المصير" مُبديةً استعدادًا للحوار، في محاولة يائسة للنجاة بعد انهيار "أسطورة التحرير" أمام الدبلوماسية المغربية. العالم يدعم الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والجزائر تتخلى تدريجيًا. افتتاح القنصليات والاستثمارات التنموية بالمغرب يعزز سيادة المملكة. الصحراء مغربية، و"البوليساريو" في طريق الزوال.

لم يعد الحراك الدبلوماسي المغربي، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يقتصر على الدفاع عن قضية الصحراء، بل تحوّل إلى هجوم استباقي يفرض واقعاً سياسياً وجيوسياسياً جديداً على الخصوم. في خضم هذا التحول، الذي تميز بالثبات والمبادرة، لم تجد جبهة “البوليساريو” الانفصالية سبيلاً سوى الخروج ببيانٍ عارٍ من أي رؤية سياسية حقيقية، لا يعدو كونه صرخة ارتباك وطلب نجدة بلغة دبلوماسية ناعمة.


التنازل بـ “لغة ناعمة”: البحث عن مخرج مشرف

إن القراءة المتعمقة لبيان “البوليساريو” الأخير تكشف عن حقيقةٍ لا يمكن إخفاؤها: الجبهة تعترف ضمنيًا بانتهاء اللعبة. فالبيان لم يكن إعلان موقف أو مشروع سياسي، بل كان محاولة متوترة لترميم صورة متهالكة بعد أن انهارت “أسطورة التحرير” تحت وطأة الحقائق الدولية.

  • تغيير اللهجة: الجبهة التي كانت تتحدث بالأمس عن “الكفاح المسلح” و”تقرير المصير” كخيار وحيد، صارت اليوم تتحدث عن “استعداد للحوار” و“تهدئة” و“إعادة بناء الثقة”. هذا التراجع ليس خيارًا طوعيًا، بل هو نتيجة مباشرة لإغلاق الدبلوماسية المغربية كل المنافذ أمام المناورات الانفصالية.
  • اللجوء للسلام في لحظة الهزيمة: إن إظهار الرغبة في “السلام” و”الانفتاح على الحلول” في لحظة انكشاف وضعف دبلوماسي هو دليل قاطع على البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه. إنها محاولة يائسة لتأجيل الاعتراف بالهزيمة النهائية أمام التراكمات الدبلوماسية المغربية التي كرست مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي.

التدويل الفاشل وورقة الجزائر المحروقة

لم يعد العالم يرى في “البوليساريو” سوى “جسم ميت يتنفس بدعم اصطناعي”. فالبيان يحاول إعادة تدوير خطاب انتهت صلاحيته في سوق دولي تغيرت قواعده بالكامل:

  • دعم الحكم الذاتي: العواصم الكبرى، التي كانت تنصت يوماً لأوهام الانفصال، باتت اليوم تدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بوصفها الحل الوحيد الجدي وذي المصداقية.
  • الارتباك الداخلي: البيان يكشف حجم التحلل الداخلي داخل الجبهة نفسها، بين من يدعو إلى الانخراط السياسي الواقعي ومن لا يزال يحلم بـ”العودة إلى السلاح” كخيار وهمي.
  • تخلي الراعي: حتى الجزائر، الراعي الرسمي لأطروحة الانفصال، تبدو وكأنها تدير ظهرها تدريجيًا. فلقد أدركت أن هذه الورقة لم تعد صالحة للمساومة الدبلوماسية، وباتت تشكل عبئاً سياسياً ومالياً ثقيلاً.

المغرب يُملي الواقع: القنصليات والاستثمارات تتحدث

إن الدبلوماسية المغربية لم تعد في موقع من يشرح للعالم قضيته، بل هي في موقع من يُملي واقعاً جديداً لا رجعة فيه. هذا الواقع يترجم على الأرض وفي المحافل الدولية عبر:

  1. افتتاح القنصليات: العدد المتزايد من الدول التي تفتتح قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة هو اعتراف صريح بـمغربية الصحراء وسيادتها على أقاليمها الجنوبية.
  2. الاستثمارات التنموية: المشاريع التنموية الضخمة والاستثمارات التي يطلقها المغرب في المنطقة تؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.
  3. قرارات مجلس الأمن: القرارات الأممية تتجه بشكل ثابت نحو تثمين الحل الواقعي والمتمثل في الحكم الذاتي.

إن ما صدر عن “البوليساريو” ليس بياناً سياسياً، بل هو نعي مؤجل لأطروحة وُلِدت من الوهم وماتت بالواقع. جبهة فقدت حججها، وانفض عنها الداعمون، ولم يعد لها سوى البلاغات الورقية التي توقعها على رمال تنزاح يوماً بعد يوم نحو حدود التاريخ المنسي. الصحراء مغربية، وستبقى مغربية، والمغرب ماضٍ في ترسيخ سيادته دون التفات.

بيان البوليساريو الانفصالية

التعاليق (0)

اترك تعليقاً