الاحتباس الحراري يعيد رسم خرائط الأمطار والثلوج في نصف الكرة الشمالي

الاحتباس الحراري اقتصاد الاحتباس الحراري

دراسة حديثة كشفت عن تغييرات في أنماط الأمطار والثلوج بنصف الكرة الشمالي بسبب الاحتباس الحراري. الأمطار الغزيرة تزداد (+0.269 ملم/سنة) أسرع بـ 9 مرات من الثلوج الغزيرة (+0.029 ملم/سنة). السبب هو ارتفاع الحرارة وزيادة بخار الماء. النتائج تحذر من زيادة الفيضانات (المعتدلة) والانهيارات الثلجية (الجبلية). المغرب وشمال أفريقيا مهددة بنفس التغيرات، مما يستدعي تدابير للتكيف.

تحولات مناخية عميقة ترسم ملامح جديدة للغلاف الجوي

كشفت دراسة حديثة صادرة عن معهد شينجيانغ للإيكولوجيا والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، عن تطورات لافتة في أنماط هطول الأمطار والثلوج بنصف الكرة الشمالي، حيث أظهرت أن الاحتباس الحراري يعيد توزيع الهطولات بشكل يغير التوازن بين الأمطار السائلة والثلوج الصلبة.

واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات عالمية دقيقة تعرف بـ “ERA5-Land” تغطي الفترة الممتدة بين عامي 1950 و2022، بهدف تحليل الاتجاهات طويلة الأمد والعلاقة بين درجات الحرارة وكثافة الظواهر المناخية القصوى.


أمطار أكثر غزارة.. وثلوج أقل تواتراً

أظهرت نتائج الدراسة أن شدة تساقط الأمطار الغزيرة ارتفعت بمعدل 0.269 ملم سنوياً، وهو ما يعادل تسع مرات معدل الزيادة في تساقط الثلوج الغزيرة الذي لم يتجاوز 0.029 ملم سنوياً.

ويرجّح الباحثون أن هذا التحول مرتبط مباشرة بارتفاع درجات الحرارة، إذ يؤدي الاحترار إلى زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي، ما يرفع من احتمال هطول أمطار شديدة، بينما تقلّ الظروف الملائمة لتكوّن الثلوج.


الاحتباس الحراري.. تداعيات على إدارة المخاطر المناخية

وأشار لي يوي بينغ، المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن النتائج تحمل تحذيراً استراتيجياً للحكومات وصناع القرار، مؤكداً أن الأمطار الغزيرة تمثل التحدي الأكبر لإدارة الفيضانات في مناطق خطوط العرض المتوسطة، بينما تتجه المخاطر في المناطق الجبلية والباردة نحو الكوارث الناتجة عن تساقط الثلوج الكثيفة والانهيارات.

وأضاف بينغ أن هذه النتائج توفر أساساً علمياً لتصميم سياسات محلية للتكيف مع التغير المناخي، داعياً إلى دمج هذه المعطيات في خطط التنمية الحضرية والبنية التحتية.


من نصف الكرة الشمالي إلى شمال إفريقيا: إنذار مبكر للمغرب والمنطقة

ورغم أن الدراسة ركزت على نصف الكرة الشمالي ككل، إلا أن منطقة شمال إفريقيا والمغرب خصوصاً ليست بمعزل عن هذه التحولات.

فالتقلبات المناخية المسجلة خلال السنوات الأخيرة — من موجات الجفاف الطويلة إلى الفيضانات المفاجئة — تعكس الاتجاه نفسه الذي تحدثت عنه الدراسة.

ويرى خبراء المناخ أن المغرب سيواجه في العقود المقبلة تزايداً في حدة الأمطار الموسمية وتراجعاً في معدلات التساقطات المنتظمة، ما يفرض ضرورة تعزيز سياسات تدبير المياه والإنذار المبكر، وتطوير بنية تحتية قادرة على امتصاص صدمات المناخ المتطرفة.

إن ما يحدث في النصف الشمالي من الكوكب هو بمثابة مرآة مستقبلية لما قد تشهده منطقتنا، مما يجعل التكيف مع المناخ أولوية وطنية واستراتيجية في العقود القادمة.


🔹 خلاصة علمية

  • الفترة المدروسة: 1950 – 2022
  • المصدر: بيانات ERA5-Land
  • معدل زيادة الأمطار الغزيرة: +0.269 ملم سنوياً
  • معدل زيادة تساقط الثلوج الغزيرة: +0.029 ملم سنوياً
  • الأمطار الغزيرة ترتفع 9 مرات أسرع من الثلوج الغزيرة
  • السبب الرئيس: ارتفاع درجات الحرارة وزيادة بخار الماء في الجو
  • التوصية: تركيز سياسات الوقاية على الفيضانات في المناطق المعتدلة، وعلى الانهيارات الثلجية في المناطق الجبلية والباردة

  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً