رسالة من ميونيخ إلى المغرب.. نصير مزراوي يقول: أنا جاهز للكان!

نصير مزراوي رياضة نصير مزراوي

بعد عودة نصير مزراوي من الإصابة، قدم أداءً جيدًا مع بايرن ميونيخ، ما يبشر بالخير قبل كأس أفريقيا 2025. يمنح عودته المغرب مرونة تكتيكية، سواء في مركز الظهير الأيمن (بديلًا لحكيمي) أو الأيسر. يثير جدلاً بين الأمل والخوف من هشاشته البدنية. الركراكي يحتاج استمراريته وانضباطه التكتيكي، خاصةً بعد أداءه في مونديال قطر. النجاح يعتمد على تجاوزه للإصابات واستعادة لياقته.

بعد فترة غياب بسبب الإصابة، عاد الدولي المغربي نصير مزراوي ليبدأ أساسيا مع فريقه بايرن ميونخ أمام توتنهام اليوم السبت 08 نوفمبر 2025، مقدّما أداءً مقنعًا ومبشّرًا، أعاد الثقة في قدرته على استعادة جاهزيته الكاملة قبل نهائيات كأس إفريقيا المقبلة والتي التي ستُجرى بالمملكة.

وبالنظر إلى أنه لم يشارك في التحضيرات الصيفية (Pré-saison) بسبب الإصابات، فإن المستوى الذي قدّمه أمام خصم قوي بحجم توتنهام يُعتبر مؤشّرًا إيجابيًا للغاية، سواء للمدرب توماس توخيل في النادي أو وليد الركراكي على مستوى المنتخب الوطني.

الآن كل دقيقة يخوضها نصير مزراوي حتى انطلاق “الكان” بعد أقل من 60 يوما، ستكون بمثابة لبنة إضافية في طريق العودة الكاملة نحو مستواه المعروف، خاصة أن مركزه يُعد من المفاتيح التكتيكية المهمة في منظومة الركراكي.

أين يربح المنتخب بعودة نصير مزراوي؟

في منظومة الركراكي، يعتمد المنتخب المغربي على أظهرة هجومية متقدمة، خصوصًا في الرواق الأيمن حيث يلعب أشرف حكيمي دورًا مزدوجًا بين الدفاع والبناء الهجومي.

عودة نصير مزراوي تمنح المنتخب مرونة إضافية، إذ يمكنه شغل نفس الدور بكفاءة، بل وإضفاء بعد فني أكبر بفضل قدرته على الدخول إلى العمق وتبادل المراكز مع لاعبي الوسط، ما يخلق تفوقًا عدديا في بناء اللعب.

أما في حال إشراكه كظهير أيسر، فقد يُضعف ذلك من توازنه الدفاعي، لكنه في المقابل يمنح خيارات مختلفة تكتيكيًا في حال اعتماد الركراكي على أسلوب “الضغط العالي” أو “الاستحواذ الموجه”.

بكلمات أخرى، مزراوي الجاهز بدنيًا يمكن أن يكون أكثر من بديل لحكيمي، بل أحد مفاتيح التنوع التكتيكي التي يبحث عنها الجهاز الفني قبل الكان.

الجدل الجماهيري: بين الأمل والخوف

ورغم الإشادة الواسعة التي حظي بها اللاعب بعد المباراة، فإن بعض تعليقات المتتبعين المغاربة أبدت نوعًا من التحفظ، معتبرة أن “مشكلته الأساسية هي هشاشته البدنية”، إذ وُصف بأنه “زجاجي” ولا يمكن التعويل عليه في بطولة بدنية مثل كأس إفريقيا.

في المقابل، يرى آخرون أنه قد يكون ورقة مثالية لتعويض حكيمي في حال الحاجة إليه، شريطة أن يكون في كامل لياقته. أما الاعتماد عليه في مركز الظهير الأيسر، فقد اعتبره البعض “مغامرة غير محسوبة”، خاصة مع وجود لاعب مثل بلعمري الذي يتميّز بفاعلية هجومية واضحة في الجهة ذاتها.

المنتخب بحاجة لمنحنى تصاعدي

وفي سياق التحضير لكأس إفريقيا 2025، شدّد عدد من الجماهير على ضرورة أن “يمشي اللاعبون المغاربة في خط تصاعدي من مباراة لأخرى”، معتبرين أن الأهم هو أن يكبر المنتخب وسط البطولة لا قبلها فقط.

هذا التصوّر يعكس الوعي الجماعي لدى الشارع الكروي المغربي بأن النسق البدني والتكتيكي التدريجي سيكون المفتاح الحقيقي نحو تحقيق إنجاز طال انتظاره وزهو رفع الكأس الإفريقية في قلب الرباط.

ما الذي ينتظره الركراكي من مزراوي؟

ما ينتظره الركراكي من مزراوي ليس فقط الجاهزية البدنية، بل الاستمرارية والانضباط التكتيكي. فالمدرب الوطني يدرك أن توازن الجهة اليمنى يعتمد على الانسجام بين حكيمي ومزراوي، وعلى قدرة كل منهما في التناوب داخل المباريات دون تراجع في المستوى.

الركراكي يريد من مزراوي أن يكون قادرًا على خوض سلسلة مباريات دون مشاكل بدنية، وأن يُظهر شخصية قيادية في الملعب تشبه تلك التي ظهر بها خلال مونديال قطر، حين لعب بثقة وهدوء أمام كبار المنتخبات.

إن تمكّن نصير مزراوي من تجاوز “عقبة الإصابات” واللعب بانتظام مع بايرن، فسيكون أحد الركائز الأساسية لأسود الأطلس في الكان، لا مجرد خيار احتياطي.

عودة نصير مزراوي بهذا المستوى تمنح دفعة معنوية مهمة قبل “الكان”، لكنها أيضًا تذكير بأن الحفاظ على الجاهزية البدنية والانضباط التكتيكي سيحددان مدى قدرته على استعادة مكانته ضمن التشكيلة الأساسية لأسود الأطلس.

الطريق لا يزال طويلًا، لكن البداية تبعث على التفاؤل.


تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً