المنتخب المغربي والروتين الذهبي: قصة الـ 17 انتصارًا

المنتخب المغربي أمام الموزمبيق رياضة المنتخب المغربي أمام الموزمبيق

المنتخب المغربي يحقق انتصاره الـ17 على التوالي، ولكن المقال يتساءل عن تكرار الأداء "الروتيني" مع كل فوز. يُناقش المقال صعوبة التحضير في فترة التوقف الدولي وقصر الوقت. يركز الركراكي على نفس التكتيك (4-1-4-1). يبرز المقال دور أوناحي في التنشيط الهجومي، بينما يعترف بفعالية النظام بالرغم من عدم الإبهار. الخلاصة: النتائج هي الأهم، والركراكي يحققها.

انتصار آخر حققه المنتخب المغربي أمام الموزمبيق، يضاف إلى السجل المذهل ليرفع رصيدنا إلى الرقم 17 على التوالي. هذا الإنجاز، بلا شك، يرسخ مكانة الأسود كقوة كروية صاعدة. لكن الغريب في هذا الإنجاز ليس مجرد الرقم، بل الشعور بـ “تكرار” اللقاءات

نشاهد المباراة تلو الأخرى، وينتابنا الإحساس بأننا نشاهد الشريط ذاته يعاد: الرقم 17… وكأنه 15 و 8 و 3 و 1! وكأنه نفس اللقاء يتكرر بنفس التفاصيل، ونفس السلبيات، ونفس الصعوبات التي يجدها لاعبي المنتخب المغربي على أرض الملعب.

هل التكرار إيجابي أم سلبي؟

هذا السؤال ذاته يتكرر مع كل صافرة نهاية. فهل أن نصل إلى 17 انتصارًا بنفس “الستايل” هو أمر إيجابي أم سلبي؟

يجب أن نتفهم أولًا أن التحضير للقاءات في التوقفات الدولية، وفي ظرف زمني قصير لا يتعدى الأربعة أيام، مسألة معقدة جدًا. أضف إلى ذلك تباين ظروف وحالة اللاعبين عند وصولهم للمعسكر مباشرة بعد التزاماتهم مع أنديتهم. لهذا السبب تحديدًا، معظم المنتخبات الكبرى حول العالم غالبًا ما تُقدم مستويات “متوسطة” وغير مميزة في مثل هذه التوقفات، باستثناء تلك التي تخدمها ظروف خاصة جدًا.

لهذه الأسباب المتعلقة بشكل عام بضيق الوقت، يواصل وليد الركراكي الاعتماد على نفس الأفكار العامة، بل نفس المنظومة تقريبًا، وهي نظام اللعب 4-1-4-1 مع الاعتماد على الثنائي أوناحي والعيناوي في مركز Double 8، أمام سفيان أمرابط كرجل ارتكاز ثابت (6).

تحديات التنشيط الهجومي بالمنتخب المغربي

في ما يخص التنشيط الهجومي تحديدًا، لا يزال الوافد الجديد، العيناوي، يبحث عن إيجاد “نفسه” وفعاليته وسط المجموعة، حيث أن مجموعة تحركاته لم تجد بعد المردود المطلوب منها. لكن في المقابل، يمتلك اللاعب دورًا أفضل وأكبر دفاعيًا في التحولات للخلف، وبالذات في حالات الضغط العالي والعكسي عند فقدان الكرة.

ويظل عز الدين أوناحي هو اللاعب الوحيد في خط الوسط القادر بفعالية على “خلق الثلاثيات” (تجمعات من 3 لاعبين)، وذلك بفضل جودة تحركاته في الثلث الأخير، مما يسمح بفتح زوايا تمرير إضافية لزملائه، ويسهل تقدمنا في عملية تدريج الهجمة.

هنا، سيأتي صوت أحدهم ليقول بكل بساطة وحكمة: “إذا كان نفس الأسلوب حقق 17 انتصارًا فهو أسلوب ناجح بدون شك.” وهذا منطق لا يمكن دحضه في عالم الأرقام. فالنتيجة هي العملة النقدية في كرة القدم، والركراكي (أسلوبه العام) قوي والدليل النتائج المسجلة لحدود اليوم.

أما إذا كنت تبحث عن المتعة الكروية البحتة والانفجار التكتيكي في كل زاوية، فـ “عليك بـ PlayStation 5.” يقول أحدهم.

في النهاية، قد لا يقدم المنتخب المغربي دائمًا العرض الكروي المُبهر الذي ينتظره الجمهور في كل مباراة، ولكنه يقدم الأهم: الانتصار، والثبات على فكرة تكتيكية تضمن له ذلك. الأمر الذي يضعنا في موقع قوة “اكتشاف” طريقنا نحو الانتصارات المتتالية، وانعكاس هذا التكتيك على مبارايات كأس أفريقيا القادمة التي تحتاج فقط إلى النتيجة وليس الأداء.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً