المنتخب المغربي يواصل السلسلة التاريخية… لكن ماذا تكشف رباعية أوغندا عن مشروع الركراكي قبل “الكان”؟

الصيباري لاعب المنتخب المغربي/ المصدر: MAP مختارات الصيباري لاعب المنتخب المغربي/ المصدر: MAP

المنتخب المغربي يواصل سلسلة انتصاراته التاريخية بفوزه على أوغندا (4-0). الفوز ليس مجرد رقم جديد بل يعكس تطور مشروع الركراكي: هوية تكتيكية جديدة، بداية قوية، صعود نجوم كصيباري، وجاهزية رحيمي والخنوس. السلسلة (18 فوزًا) تدل على تنوع السيناريوهات وثبات فلسفة اللعب. الركراكي يختبر البدلاء استعدادًا لـ"الكان"، ويعزز منظومة الفريق. المكاسب: تنوع التهديف، ذكاء في الإنهاء، تحسن الدفاع، واندماج جيل جديد. المنتخب يدخل "الكان" بثقة ومشروع واضح.

لم يعد المنتخب المغربي يكتفي بالفوز… بل أصبح يقدّم رسائل استراتيجية في كل مباراة. الانتصار برباعية نظيفة على أوغندا الثلاثاء 18 نونبر الجاري، ليس مجرد رقم جديد في سلسلة تاريخية بلغت 18 فوزًا متتاليًا، بل هو مؤشر على تطور مشروع وليد الركراكي ودخول “أسود الأطلس” مرحلة جديدة من الهوية والجرأة التكتيكية، خاصة بعد مباراة الموزمبيق التي خلفت عدد من ردود الفعل خاصة في الشق الهجومي.

انتصرات وليد الركراكي مع المنتخب المغربي/ المصدر: JMA_Morocco

أولًا: أربعة أهداف… وأربع إشارات تكتيكية واضحة

1. بداية قوية تثبت شخصية المنتخب المغربي

الهدف المبكر عند الدقيقة الرابعة، يعكس قدرة المنتخب على الدخول بسرعة في أجواء اللقاء وفرض إيقاعه دون انتظار. هذه السمة كانت غائبة عن “الأسود” في فترات سابقة.

2. صيباري… صعود نجم يُعيد تشكيل عمق الهجوم

هدف إسماعيل صيباري في الدقيقة 33 لم يكن مجرد هدف عادي، بل ترجمة لدور جديد يلعبه:

  • ربط الخطوط
  • الضغط العالي
  • التحرك بين المساحات
    هذا يفتح الباب أمام منافسة داخلية في خط الوسط قد تغيّر شكل المنتخب المغربي في “الكان”.

. رحيمي يؤكد جاهزيته ذهنيا قبل بدنيا

تسجيله من ركلة جزاء في الدقيقة 79 يبرز لاعبًا يتحمل المسؤولية. رحيمي أصبح عنصر ثقة، وليس مجرد بديل جاهز.

. الخنوس… الحل الإبداعي القادم من الخلف

هدف الدقيقة 88 يوضح أن الخنوس يمنح المنتخب المغربي بُعدًا إبداعيًا إضافيًا، خصوصًا في مباريات تحتاج لفك “البلوك” الدفاعي.

ثانيًا: 18 انتصارًا متتاليًا… هل نحن أمام مشروع غير مسبوق؟

هذا الرقم ليس صدفة، ولا حصيلة مباريات سهلة. ما يميز السلسلة المغربية هو:

  • تنوع المنافسين (منتخبات إفريقية)
  • تعدد السيناريوهات (فوز من ضغط، من صبر، من تفوق بدني، من حلول فردية…)
  • ثبات فلسفة اللعب رغم تغيّر الأسماء

بهذا الإيقاع، يصبح السؤال: هل المنتخب جاهز ليكون قوة قارّية مستقرة أم أننا نعيش فترة فورمة استثنائية فقط؟

ثالثًا: قراءة في خيارات وليد الركراكي

إقحام عدد كبير من البدلاء لم يكن مجرد تجربة، بل كان اختبارًا واضحًا لـ:

  • القدرة على تنفيذ الضغط العالي
  • الانضباط التكتيكي
  • الذكاء في التحرك بدون كرة
  • مدى جاهزية كل لاعب لـ”الكان”

هذا يعكس أن الركراكي لا يبحث فقط عن أسماء… بل عن منظومة مستقرة يمكنها اللعب تحت أي ظرف.


مكاسب الفوز تتجاوز النتيجة

  1. تنوع مصادر التهديف (لاعب وسط – جناح – مهاجم – صانع لعب)
  2. ذكاء في إنهاء المباراة دون إرهاق العناصر الأساسية
  3. تحسن في جودة التحولات الدفاعية
  4. بداية ظهور جيل جديد يندمج تدريجيًا في الفريق الأول منهم أنس صلاح الدين ونائل العيناوي

انتصار المغرب على أوغندا في مواجهة ودية لم يكن مجرد رباعية أخرى في سلسلة الانتصارات، بل كان رسالة واضحة: المنتخب يدخل كأس إفريقيا المقبلة بثقة والتي لم تعد تفصلنا عنها إلا أسابيع قليلة، وبمشروع واضح، وقاعدة لاعبين أوسع وأقوى من أي وقت مضى.

الرقم القياسي جميل… لكن ما هو أجمل هو أن المنتخب أصبح يعرف كيف يفوز، ولماذا يفوز، وكيف يطوّر نفسه من مباراة لأخرى، رغم بعض المآخذات على طريقة اللعب والأداء الذي يقدمه أحيانا وليد الركراكي.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً