الركراكي يطمئن دياز بعد مباراة أوغندا، مُركزًا على الانسجام والتأقلم كأولوية على الأهداف الآن. رسالة المدرب هي بناء الثقة وتوجيه اللاعب نحو "الكان 2025"، معتبرًا إياه سلاحًا استراتيجيًا. على دياز الصبر، الثقة بالمنظومة، وتخزين "الجوع التهديفي" ليظهر بأفضل حالاته في البطولة.
في عالم كرة القدم، غالبًا ما يُحكم على المهاجمين بلغة الأرقام وحدها، لكن تصريحات الناخب الوطني وليد الركراكي عقب الفوز على أوغندا (4-0) كسرت هذه القاعدة بوضوح. رسالة الركراكي لنجم ريال مدريد، إبراهيم دياز، لم تكن مجرد مواساة للاعب أهدر فرصًا سهلة، بل كانت خارطة طريق نفسية وتكتيكية لما ينتظره المغاربة في كأس أمم أفريقيا 2025 والتي تفصلنا عنها فقط أسابيع قليلة.
في هذا المقال، نحلل أبعاد رسالة “بين الشوطين”، وكيف يمكن لدياز تحويل “غياب الفعالية المؤقت” إلى وقود للانفجار الكبير في “الكان”.
1. مفارقة الأداء والنتيجة: الركراكي يغير المعايير
أكد الركراكي أن دياز قدم “أفضل مباراة له” رغم غيابه عن التهديف. هذا التصريح يحمل دلالة عميقة: الركراكي يبحث عن “المايسترو” لا “الهداف” فقط.
- الانسجام قبل الأرقام: إشارة المدرب إلى أن دياز كان “منسجمًا ويركض بقوة” تعني أن عملية دمج دياز في المنظومة قد اكتملت. التحدي الأكبر لأي لاعب قادم من أوروبا هو التأقلم مع الإيقاع الأفريقي والتحركات الجماعية، وقد نجح دياز في ذلك بامتياز.
- الحضور الطاغي: عندما يصنع اللاعب اللعب، يطلب الكرة، ويخلق ثلاث فرص محققة (كانت كفيلة بمنحه “الهاتريك”)، فهذا يعني أنه حاضر ذهنيًا وبدنيًا، وأن غياب الهدف هو مجرد “سوء طالع” تقني بسيط وليس مشكلة هيكلية.
2. تحليل رسالة “بين الشوطين”: الدرع النفسي
أخطر ما يواجهه لاعب بحجم دياز هو الضغط الإعلامي والجماهيري المطالب بالأهداف فورًا. هنا تدخل الركراكي بذكاء اجتماعي عالٍ بين الشوطين بعبارته المفتاحية:
“لا يهمني تسجيلك اليوم، المهم أن تكون جاهزًا لتسجيل الأهداف عند انطلاق كأس أمم أفريقيا”.
هذه الجملة حققت هدفين في آن واحد:
- تحرير اللاعب من الضغط الآني: أزاح الركراكي جبلًا من التوقعات عن كاهل دياز في مباراة تحصيل حاصل أو إعدادية، ليسمح له باللعب بأريحية وإمتاع الجمهور (وهو ما حدث).
- تحديد الهدف الأسمى: وجه بوصلة اللاعب نحو “الكان 2025”. الرسالة الضمنية هي: أنت سلاحنا الاستراتيجي للبطولة، لا تستنزف قلقك الآن.
3. كيف يجب على دياز “استعادة” الرسالة وتفعيلها؟
الكرة الآن في ملعب إبراهيم دياز. لكي تكون هذه الرسالة فعالة، يجب على نجم “الأسود” التعامل مع الأسابيع القادمة وفق المنهجية التالية:
- الصبر التكتيكي: يجب أن يدرك دياز أن إضاعة الفرص أمام أوغندا هي جزء من عملية “ضبط التوقيت”. عليه أن يستمر في نفس النهج (التحرك، طلب الكرة، التوغل) مع العمل بهدوء على اللمسة الأخيرة دون تسرع.
- الثقة في المنظومة: تصريح الركراكي هو “صك ثقة”. على دياز أن يلعب المباريات القادمة ليس لإثبات نفسه كهدّاف، بل لتعزيز ذلك الانسجام الذي أشاد به المدرب. الأهداف ستأتي كتحصيل حاصل لجودة اللعب الجماعي.
- تخزين “الجوع التهديفي”: بدلًا من الإحباط لعدم التسجيل، يجب تحويل هذا الشعور إلى “نهم” إيجابي. اللاعبون الكبار هم من يدخرون أفضل ما لديهم للمواعيد الكبرى. رسالة الركراكي هي دعوة لتخزين هذه الذخيرة الحية لتنفجر في شباك الخصوم في الرباط خلال الكان.

الرهان على “دياز الحاسم”
وليد الركراكي، بخبرته في إدارة المجموعات، يدرك أن دياز المنسجم والمجتهد (كما ظهر أمام أوغندا) أخطر بكثير من دياز الذي يسجل هدفًا ويختفي.
المطلوب من إبراهيم دياز الآن هو استيعاب أن مدربه يرى “الصورة الكبيرة”. لقد ربح المغرب صانع ألعاب ومحاربًا في الميدان، أما الأهداف، فهي مسألة وقت، وكما قال الركراكي: الموعد هو “الكان”، حيث يكون للهدف وزن الذهب.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)