سقوط أقنعة “تويتر”: كيف كشفت منصة “إكس” مصادر آلة التضليل التي هاجمت المغرب؟

منصة "إكس" تفضح أعداء المغرب مختارات منصة "إكس" تفضح أعداء المغرب

المقال يتناول كشف منصة "إكس" (تويتر سابقاً) عن مصدر حملات التضليل ضد المغرب. تبين أن أغلب الحسابات المهاجمة للمغرب والملكة محمد السادس تنطلق من الدوحة والجزائر، بما في ذلك حسابات لناشطين وإعلاميين. الهجمات شملت تشويه صورة المغرب، التشكيك في وحدته الترابية، ونشر أخبار كاذبة لزعزعة الاستقرار. الكشف أظهر زيف هذه الحملات وانتصاراً للوعي المغربي، معتبرًا الوحدة الوطنية هي الدرع الحامي للمملكة.

لقد كانت مجرد ضجيج إلكتروني… هجمات متتالية وممنهجة تهدف إلى تشويه صورة المغرب، وتطال رموزه ومصالحه العليا. لكن اليوم، لم يعد الأمر مجرد تكهنات. في لحظة فاصلة، انتهت سنوات التخفي والتمويه، حين قررت منصة “إكس” (تويتر سابقاً) رفع الستار عن حقيقة “بلد إقامة” الحسابات التي قادت حملات التضليل الأكثر شراسة ضد المملكة.

كان هذا الكشف التقني بمثابة قنبلة أسقطت أقنعة جيوش إلكترونية، مؤكدة بما لا يدع مجالاً للشك أن الهجمات لم تكن أصواتاً عفوية، بل آلة تضليل موجهة بدقة، مصدرها لم يكن في الأماكن التي ادعتها أو في الضمائر الحرة التي انتحلت صفتها.

من الدوحة والجزائر: “حسابات وظيفية” تحت الضوء

كشفت بيانات “إكس” عن الحقيقة الصادمة: أغلبية الحسابات المؤثرة التي اعتادت توجيه الإساءات للملك محمد السادس والمملكة، والتي كانت تستخدم لهجات مصطنعة وتنتحل هويات مزيفة، تنبع أساساً من الدوحة والجزائر العاصمة.

لم يكن الأمر مفاجئاً بالكامل في سياق الصراع الإقليمي مع الجارة، لكن المفاجأة كانت في حجم ونوعية الدور الذي تلعبه الدوحة. فكثير من “النشطاء” و”الإعلاميين” الذين كانوا يزمجرون بالافتراءات ليلاً، انكشف أن مقار إقامتهم الفعلية هي قطر.

  • أمثلة حية: من بين النماذج التي انكشفت، حالات مثل الناشطة اليمنية توكل كرمان وحساب موقع “وطن” ومالكه، حيث تبين أن مقر إقامتهم هو الدوحة، رغم هجماتهم الشخصية وتحريضهم على المملكة.
  • محاولة الإخفاء: بعد انكشاف الفضيحة، سارعت هذه الحسابات إلى إخفاء بلد الإقامة واستبداله بالموقع الجغرافي “غرب آسيا”، في محاولة بائسة لم تنجح في طمس الحقيقة التي وثقها المغاربة بالصورة والصوت.

استهداف ممنهج للركائز الوطنية

لم تقتصر الهجمات على الانتقاد السياسي، بل امتدت لتشكل حرباً نفسية وإعلامية ممنهجة ضد ركائز الدولة. لقد كان الهدف واحداً، تتكرر رواياته بأسلوب ولغة موحدة:

  1. المساس بالمؤسسة الملكية: توجيه الشتائم والإهانات والتحريض المباشر على رأس الدولة.
  2. التشكيك في الوحدة الترابية: شن هجمات شرسة ومنظمة ضد الوحدة الترابية للمغرب، ومحاولة زرع بذور الانفصال في الريف والصحراء.
  3. ضرب الثقة الداخلية: نشر أخبار كاذبة وفبركات عن “انهيار اقتصادي” وشيك، أو “ثورة جوع”، في محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار وبث اليأس في نفوس المغاربة.
  4. معاداة المصالح العليا: الهجوم على أي تحالفات إقليمية ودولية للمملكة، مثل اتفاقيات أبراهام، بهدف عزل المغرب دولياً.

سخرية التناقض: “الموساد” يعود لبلادهم

ربما كانت أشد نقاط ضعف هذه الآلة الرقمية سخرية هي تناقضها الفاضح. فلفترة طويلة، كانت هذه الحسابات تتهم أي صوت مغربي يدافع عن مصالح بلاده بأنه “حساب ص.هي.وني” أو “مدفوع من الموساد” ويُدار من تل أبيب.

اليوم، وبعد أن ظهرت علامة “قطر” و“الجزائر” على حساباتهم، تحولت التهمة النارية التي كانوا يوجهونها إلى مادة للسخرية والتهكم عليهم. لقد انقلبت السهام، وباتت تهمة التآمر والتوظيف تعود بقوة على من أطلقها.

انتصار الوعي ويقظة المغاربة

إن الرسالة الصريحة التي يجب أن يستوعبها الجميع اليوم هي أن المغرب يُهاجم… لكنه لا يُهزم.

لم يكن هذا الكشف مجرد فضيحة تقنية؛ بل كان انتصاراً للوعي المغربي الذي لم ينخدع بالأصوات المصطنعة ولا بالتحريض الموجه. لقد كان المغاربة الأحرار يدركون بالفطرة زيف هذه الحملات، واليوم جاءت التكنولوجيا لتؤكد ما أدركه الوجدان الوطني.

هذه لحظة محاسبة رقمية تعيد بوصلة النقاش إلى مكانها الطبيعي. مهما بلغت محاولات التآمر من تعقيد أو تمويل، فإن مصيرها السقوط والانكشاف أمام وحدة صف المغاربة ويقظتهم التي هي الدرع الحقيقي الذي يحمي المملكة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً